الاثنين، 11 يوليو 2016

إدواردو غاليانو

‏"أنا لا أطلب منك أن تصف سقوط المطر، أنا أطلب أن تجعلني أتبلل، فكر بالأمر، أيُّها الكاتب!"
صاحب العبارة هو الكاتب الأوروغوياني إدواردو غاليانو ، عمل في الصحافة اليسارية في بلاده فسجن بسبب كتاباته ضد الانقلاب العسكري عام1973وسلك طريق المنفى بعدما منعت كتابته في تلك الفترة التاريخية ،متجولا بين الارجنتين واسبانيا خلال إحدى عشرة سنة.
جمع غاليانو بين الشعر والرواية ولكنه قبل اي شيء ٱخر إبتكر نوع من القصّ التاريخي يقدم للقارئ نبذة معرفية تضيء زوايا معتمة من التاريخ غالبا في سرد صادم وساخر وهذا ماتميزت به رائعته ثلاثية "ذاكرة النار" المنشورة عام 1986 تروي تاريخ اميركا اللاتينية ،حيث مزج فيها الكاتب بين الرواية التاريخية والشاعرية وإستطاع أن يفتح حدوده لأكثر من ذلك.
في العام 2009 قدم  الرئيس الفنزويللي الراحل هيغو تشافيز الى الرئيس الاميركي باراك اوباما، نسخة من كتاب الروائي غاليانو الكلاسيكي "الشرايين المذبوحة لاميركا اللاتينية"يؤرخ فيها الكاتب للاستغلال الاقتصادي لاميركا الجنوبية من قبل الولايات المتحدة خلال خمسة قرون.

الجمعة، 8 يوليو 2016

رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان

إن  غسان كنفاني بأدبه ومصيره المأساوي شكل رمزا بطوليا في العالم فالرجل الوسيم والمثقف الجريئ،الشجاع بقلمه ،المواجه لأعدائه ببسالة،المناضل القوي ،رجل  تتجمع حوله النساء اللواتي انخرطن في النضال على جبهات مختلفة بما فيها الجبهة الثقافية،سقط ذات يوم في الستينيات من القرن الماضي،تحت سطوة الحب،إستطاع أن يمزج بين رائحة بحر يافاو رائحة زهر دمشق،بحب فتاة ديمشقية مسلمة تدعى غادة السمان،
ليتبادلا  رسائل الحب في أوراق كانت هي الحاضنة لهذه العلاقة، والتي نشرتها غادة على كتاب أصدرته عام 1992 في ذكرى المناضل غسان السنوية بعنوان "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان".
قال لزهرته الدمشقية؛
" عندما أمسكت الورقة لأكتب، كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله، وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته، وربما ملاصقته التي يخيل اليّ الآن أنها كانت شيئا محتوما وستظل كالأقدار التي صنعتنا: اني أحبك".
وقفت أمام هذا الحب، العديد من القيود كان أهمها الإجتماعية والدينية،لكن مشاعر غسان كانت أقوى،كان عشقه هو الشعور الوحيد الذي ظل يناضل فيه ،كان يحتضن داخله كل مشاعر الارتباط،الإخلاص والوفاء والتضحيةوالصدق والمثابرة على الحب حتى الموت.
إستشهد بطل قصة حب إستطاعت أن تنفرد في زمانها بروعتها بتفجير  على يد الموساد الصهيوني، مبعثرا كبعثرات حروفه العاشقة ،التي نشرتها غادة في هذه الكتاب، لتقول للعالم أن هذا المناضل الفلسطيني العنيد يحمل بين ثناياه،قلب عاشق وشاعر مرهف الإحساس.
قال لملهمته الدمشقية؛
"‏لا تكتبي لي جوابا،لا تكترثي، لا تقولي شيئا،إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد و سأظل أعود".
وكأنه كان يعرف أن رسائل غادة ستغيب عن النشر،في هذا الكتاب،بالرغم من أن الذين إنتقدو الغياب هم الذين أثنو على شجاعة أن تطرح هذه الاديبة السورية العملاقة،الكتاب بهذه الجرأة الأنثوية.