إن غسان كنفاني بأدبه ومصيره المأساوي شكل رمزا بطوليا في العالم فالرجل الوسيم والمثقف الجريئ،الشجاع بقلمه ،المواجه لأعدائه ببسالة،المناضل القوي ،رجل تتجمع حوله النساء اللواتي انخرطن في النضال على جبهات مختلفة بما فيها الجبهة الثقافية،سقط ذات يوم في الستينيات من القرن الماضي،تحت سطوة الحب،إستطاع أن يمزج بين رائحة بحر يافاو رائحة زهر دمشق،بحب فتاة ديمشقية مسلمة تدعى غادة السمان،
ليتبادلا رسائل الحب في أوراق كانت هي الحاضنة لهذه العلاقة، والتي نشرتها غادة على كتاب أصدرته عام 1992 في ذكرى المناضل غسان السنوية بعنوان "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان".
قال لزهرته الدمشقية؛
" عندما أمسكت الورقة لأكتب، كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله، وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته، وربما ملاصقته التي يخيل اليّ الآن أنها كانت شيئا محتوما وستظل كالأقدار التي صنعتنا: اني أحبك".
وقفت أمام هذا الحب، العديد من القيود كان أهمها الإجتماعية والدينية،لكن مشاعر غسان كانت أقوى،كان عشقه هو الشعور الوحيد الذي ظل يناضل فيه ،كان يحتضن داخله كل مشاعر الارتباط،الإخلاص والوفاء والتضحيةوالصدق والمثابرة على الحب حتى الموت.
إستشهد بطل قصة حب إستطاعت أن تنفرد في زمانها بروعتها بتفجير على يد الموساد الصهيوني، مبعثرا كبعثرات حروفه العاشقة ،التي نشرتها غادة في هذه الكتاب، لتقول للعالم أن هذا المناضل الفلسطيني العنيد يحمل بين ثناياه،قلب عاشق وشاعر مرهف الإحساس.
قال لملهمته الدمشقية؛
"لا تكتبي لي جوابا،لا تكترثي، لا تقولي شيئا،إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد و سأظل أعود".
وكأنه كان يعرف أن رسائل غادة ستغيب عن النشر،في هذا الكتاب،بالرغم من أن الذين إنتقدو الغياب هم الذين أثنو على شجاعة أن تطرح هذه الاديبة السورية العملاقة،الكتاب بهذه الجرأة الأنثوية.
الجمعة، 8 يوليو 2016
رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق