في اليوم العالمي للغة العربية:
اللغة عند العرب،هي لغة القرٱن الكريم،وهي معجزة اللغات،فلقد حمل العرب الإسلام إلى العالم بفضل لغةالضاد،وإستعربت شعوب عدة غير عربية كشعوب غرب ٱسيا وشمال إفريقيا،مما جعل منها اللغة الحضارية الأولى في العالم.
تعتبر من أهم اللغات التي عرفتها البشرية على مر الزمان والعصور،مميزاتها أنها لازالت تمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وخيال،هذا التكامل فيها جعل منها أم اللغات،أوماعرفت به باللغات الأعرابية،والتي أنشأت في الجزيرة العربية،أو العربيات من حميرية وبابليةوٱشورية وحبشية،أو مايطلق عليها حديثا باللغات السامية نسبة إلى سام أحد أبناء نوح،ولكن الاسم الذي تداوله العرب هو لغة الضاد حيث أن حرف الضاد لانجده في أي لغة أخرى إلا اللغة العربية.
لقد كان للغة في تكوين الامة دور هام ومميز،فهي التي نقلت الثقافة العربية عبر القرون،وهي من حملت الإسلام وساعدت في إنتشاره وتقارب الحضارات،وهذ نقطة إلتقاء وتواصل العرب والشعوب الأخرى من هذا العالم،وهي كذلك التاريخ المسير لها،فإن هي تقوى تقوت وإن هي تضعف اذ ضعفت،فقد وصف عميد الأدب طه حسين هذه النقطة بقوله:"إن المثقفين العرب الذين لايتقنون لغتهم،ليسو ناقصي الثقافة فحسب،بل في رجولتهم نقص كبير ومهين".
مشكلة اللغة العربية التي كان يحاول عميد الأدب طرحها هي ،ماتتعرض له اللغة العربية في العصر الحديث،من تشويه وإزدراء،وإحتقار من الكثير،بزعم أنها لغة قديمة لاتستطيع مجاراة الواقع المحادث و ممادفع إلى أزمة اللغة فمامظاهرها؟.
مظاهر الضعف في اللغة أوضحه الكاتب عبد اللطيف أحمد الشويرف عضو مجمع اللغة العربية الليبي وصاحب مقالة "الضعف العام في الغة العربية مظاهره -أثاره-علاجه"،الكاتب عالج الضعف من الناحية الكتابية فقد وصف أن هناك جهل بقواعد الإملاء ومصطلحاته،حيث سادت الفوضى في قواعد الإملاء العربي،ومثال ذلك مانلاحظه في إهمال نقط التاء المقفلة فساوت الهاء في أخر الكلمة،ويوجد جهل بالقواعد الصرفية الواضحة ،كما تطرق الكاتب إلى الجهل بالقواعد النحوية التي يتلاقاه المتعلم عادة في التعليم الإعدادي والثانوي،كما حاول الكاتب في مقاله تسليط الضوء على على اللغة المسموعة والتي أعد فيها مالايحصى من الضعف اللغوي.
ومايهمنا في هذا المقال هو أن الكاتب قد فتح جرح اللغة،وماتعانيه من تشويه وإزدراء في مناهج التعليم في الوطن العربي،حتى أصبحت المساواة بينها وبين اللغات الثانوية ضرب من الواقع ،فالطفل ينمو في مجتمعنا في بداية تعلمه على التشويش،وعدم التحفيز على حب اللغة، على غرار ماكانت عليه اللغة قديما،حيث كانت العناية بالكتاتيب وهي مدارس دينية تعمل على تحفيظ القرٱن وتساعد الطفل على إتقان النطق والكتابة مما تسهل تعليمه الابتدائي،وهذا ماأهملته الحداثة ،وعزلت اللغة عند الاجيال،وساهمت في خلق نظام تعليمي مهين لهذه اللغة السامية.
لم يكن التعليم فقط أحد أسباب هوان لغة الضاد ،فالقراءة مرٱة الفكر،ومنارة العلم،وطريق المعرفة،وهي صورة المبدع،والمبدع لايتقن لغته مادام لايقرأ،ولأننا أمة إقرأ فإن هواننا بإبتعادنا عن ديننا وماحثنا عليه،ولعل اللغة العربية في هذا الوقت تحتاج للقراءة أكثر من أي وقت،تحتاج لتنمية فكرتها،والحث عليها والدفع بها كفكرة مغنية وملقحة للغة الضاد.
وكلما تقدم الحديث عن اللغة رجعنا إلى الاحتلال اللغوي،وهو الإحتلال الأعجمي،فقد إكتفت المدرسة الحديثة بتوظيف اللغات الأجنبية كمادة أساس إلى جانب اللغات الأجنبية، حيث جعلت من إجادة الفرنسية أو الإنجليزية نوعا من الوجاهة الإجتماعية مما دفع الناس على الحرص على تطعيم كلامهم بمصطلحات أجنبية،وهي بدعة لغوية يصح لنا أن نذكر فيها ماقاله الحسن البصري عندما أهلك المبتدعة "أهلكتهم العجمة"،ونتمنى أن يستفيق العرب لمرض لغتهم لكي لاتهلك.
إن مرض اللغة ليس بالمميت،فلغة مجدها القرٱن،وقامت لأجلها حضارات،وإرتبط إرثها بالتاريخ الإسلامي هي لغة عظيمة وقوية ،يستطيع كل شخص فينا ،أن يحيي عظمتها بالتمسك بها،بقواعد البيان والإملاء،بالتوجيه والإرشاد ،بنشرها،وبتحفيز وتربية أبناىئنا على حبها وقرائتها قراءة سليمة خالية من الشوائب ،فالجاهل ليس بكثرة التثقيف ،بل هو بالعمل بتلك الثقافة، يقول الإمام الشافعي "فماجهل الناس وماإختلفوا إلا لتركهم لسان العرب".
الدولة بيروكي
الأحد، 3 يناير 2016
هل حافظنا على لغة الضاد
نمر إيران،كبش أمريكا
لم تهدأالصحف التي قرأت خبر إعدام زعيم الشيعة نمر باقر النمر،فالكل بدأ يحلل ويقرأ ماوراء الإعدام!
عندما قرأت الخب رحاولت أولا الغوص في تغريدات الشيعة والسنة على التوالي،فوجدت أنه إذا كان من العنوان إختصار فيحق عنونة العملية بعبارة"أقفل الحساب"وأي حساب سيتسأل القارئ؟
نمر باقر النمر من أبرز رموز الشيعة في السعودية،ينحذر من منطقة القطيف ذي الأقلية الشيعيية في السعودية،هاجر إلى إيران حيث إلتحق بالحوزة العلمية،ثم مر على سوريا،ليعود الرجل حاملا معه رسالة إيران،فصل القطيف عن السعودي ،أعتقل عدة مرات بسبب هذا المطلب،كان أخرها في ٢٠١٢،وسبب إعتقاله حسب رواية الداخلية السعودية أنه حاول إطلاق النار على دورية أمنية،وفي أثناء المحاولة فر هاربا لكنه إصطدم بدورية أخرى ليتم إعتقاله،وقامت على إثر ذلك إحتجاجات كبيرة في القطيف ،أدت الى مقتل إثنين من أبناء المنطقة،الشيئ الذي جعل قضيته تحظى بإهتمام دولي ،لازامه حتى بعد الإعدام.
فقد قرأت الصحف الدولية الخبر بلهجة شديدة وغريبة،حيث عنونت صنداي تايمز مقالهاب "هل سيدمر هذا الملك بيت ٱل سعود"،العنوان مثير ولكن الأغرب هو الداخل،حيث أبرزت تصريحات المالكي، والإيرانيين حول العملية،هذه الأخيرة جائت في تهديد الحرس الثوري الإيراني بأن السودية ستدفع ثمن فعلتها،وأشار المقال كذلك إلى إتهام السعودية بمحاولة حصر الحرب القائمة بالصراع السني الشيعي وهو محاولة ما لخلط الأوراق ،وهو ماأشرت له الإندبندنت فقد تطرقت إلى نظرة العالم الغربي للإعدامات التي تمارسها السعودية ومقارنتها بإعدامات تنظيم الدولة.
ولكن حينما نستعمل ماقرأ في تحليل ما نجد ،أن إعدام نمر جاء كرد على مقتل زهران علوش،قائد جيش الفتح والذي كان يحظى بإهتمام ودعم سعودي،بالسلاح والمواقف،فقد إلتقى الرجل بتركيا سفير السعودية أنذاك،بل أن السعودي كانت تحاول أن تعد منه رجلا للمرحلة القادمة ،وهذا مايتضح من قراءة عملية قتله على لسان الجبير حيث وصف قتله:بأنه تقويض للعملية السلمية ولايخدم المساعي الرامية لإيجاد حل في سوريا.
كما أن أمريكا التي عبرت عن قلقها من عملية إعدام،هي ذاتها التي عبرت عن غضبها من مقتل زهران علوش،حيث وصفت العملية ،بأنها تعقد محدثات السلام.
محدثات السلام على الأرض السورية،وتصفية الحسابات بين الدول،والشرق الأوسط لعبة الأذكياء يحركون الأغبياء هي المرحلة القادمة للسياسات،فهل إعدام نمر إيران الحليف للروس،كان مقابل قتل علوش السعودية الداعم أمريكا؟
ربما يبدو أن إعلان التحالف الاسلامي سيولد تحالف إيراني شيعي،سيدخل كل الشرق في دوامة وماحدث البارحة من إحراق للسفارة السعودية في طهران،سيجر المنطقة إلى تسويات مبنية على الحسابات،فهل ياترى سيعدم لبنان الأسيرالسني ليقنع حزب الله بضرورة ملئ الفراغ الحاصل؟والواقع أن كل المؤشرات تقول أن كل شيئ قابل للحساب.
أدب الرحلةوالصورة
يعتبر أدب الرحلة من الأجناس الادبية التي يصعب تصنيفه كتابة،هل هي كتابة سيسيولوجية أم جغرافية،أم تاريخية ،أم أدبية،أم هو جنس جامع للكتابة؟
الرحلة كموضوع يتكون مما هو إستكشافي أو ماهو خيالي،قد كثر اللغط في أدبية جنس أدب الرحلة،فكثير من النقاد لم يعتبرع أدبا وتمثل ذلم في كتاب "ألف ليلة وليلة"،وهناك من إعتبره قصة كقصة أبي الحسن المريني ومابين البحث عن تعريف جنس أدب الرحلات،نجد أنه أصبح له قيمة كبرى وقد ألفت فيه مجموعة من النصوص الضخمة أشهرها "رحلة إبن بطوطة".
إن الخاصية الأساسية للرحلة هي الملاحظة ،بحيث أن القراءة لهذا الجنس تفرض على محكي الرحلة الوصف،حبث تعمل على تصوير الكتابة الأدبية بمفهوم الجمالية والفمية في الصورة المحكية،كما أن الكاتب يترك فيها مجالا واسعا للرحال،ففي القرن الرابع عشر ظهر كتاب "تحفة النظار في غرائب الأبصار وعجائب الأسفار"كتاب قديم لإبن بطوطة،صور فيه رحلاته إلى العالم،من طنجة لتونس،مرورا بزيارته للمدينة المنورة ووصفه لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ،فوقوفه عليه جعل كتابته إستثنائية،وفي مصر توقف عند الإسكندرية ودمياط كثيرا،وفي الشام يصف بيت المقدس وقبة الصخرة،ويصف مدينة عكا حيث قبر النبي صالح عليه السلام بل وصلت الصورة الوصفية في الكتاب إلى بلاد الروس وبلغاريا.
فمن خلال الحديث عن الرحلة عند إبن خلدون وعلاقتها بالوصف،يجعل من النصوص الرحلية،ذات قيمة فنية وجمالية أدبية،فالرحلة إذن جنس يعطي للقراءة أبعاد أخرى غير البعد الثيمائي الذي أنسجت فيه لمدة طويلة،فتزداد خصوبة وإبداعية كلما تجاوزت الرحلة حدود نقل المعلومات أو مجرد الأخبار،إلى أهداف جمالية،أي حين تصبح أدبا إستثنائي،ليتدخل بولفة الأدب اللذيذ المطابق لمفهوم الكتابة،والحديث عن هذا الجنس يستطيع أن يآخذ مجلدا ولا يكتمل،فهو جنس متشعب يجمع بين التاريخ والوصف،والأخبار والمعلوماتية،لكن يبقى الطابع الطاغي عليه هو الصورة،فهو جنس جامع للكتابة الادبية بكل المقاييس.
الجمعة، 1 يناير 2016
اربعون عاما ومافينا خجل:
أربعون عام ومافينا خجل على الوطن!!!
العودة بالوطن الى ماقبل الإنسداد المغلق،حين عقدت الجبهة مؤتمرها التاسيسي الاؤل سنة 1970،إستطاعت ان تضم في صفوفها جميع المناضلين في الصحراء الغربية،وكذلك كل التنضيمات السياسية التي تشكلت إبان فترة الاحتلال الاسباني،وبذلك اصبحت التنظيم الممثل الوحيد للشعب الصحراوي، شعاره بالبندقية ننال الحرية،الهدف الوحيد الذي كان يترأى بين الاعين الاستقلال التام واللامشروط،كما تميزت نقطة البداية بمجابهة الاحتلال و التشبث بالعروبة والهوية الصحراوية والانسان والوؤرة كمنهج جالب للهدف ومثبت على الطريق
لكن بعد النقطة ،إنقظت أعوام وعقود،وضل الحال متأرجح فلا هو يسير الى الامام فنتبعه ولا هو يرجع بنا الى الخلف لنسترف منه ، وكان الحال الانساني المعاني هو الحاضر الغائب فينا.
أربعون سنة مرت على شعب لاجئ ، تعرضت حقوقه في الحياة للإغتيال،للتهجير قصرا وعنوة ، تحت وابل من الرصاص ولم يجد غير أرض تمارس فيها الطبيعة قساواتها عليه،فناله من القساواة مانال،ظروف مناخية صعبة،وحياة مأساوية،واذا حاولنا تتبع هذه المأساة الانسانية بترو،لوجدنا أنها نتاج مركب ومتشعب الاطراف والاتجاهات،ناهيك على أنها نتيجة ظلم وأحتلال استبدادي مارسته دولة الاحتلال دولة الاحتلال المغرب على مر العصور والزمان في وطن اسمه الصحراء الغربية
ونتيجة ترخي واستسلام منا،فنحن جيل تعاقب على تاريخ عظماء،قادو لأجلنا البداية،فخلفوها لنا وماسعينا لها،وماعملنا بها وماعدنا لها،حينما صعبت علينا الحياة ورضخنا لضعفنا.
فسياسية الطمس هي سياسة ذأب عليها الكيان الصهيوني ابان احتلاله لفلسطين،فهو يعمل جاهدا لطمس الهوية العربية والاسلامية في القدس عبر شتى الممارسات،وهو الشيء نفسه في الصحراء الغربية،فالمغرب يحاول جاهدا في الاونة الاخيرة طمس الهوية الصحراوية في هذه الارض هل هذه النقطة مجردة من الحديث المعمق في العروج على القضية؟
فجند لها كل طاقاته وهاهو الان يصر على المجابهة، بينما نحن نكتفي بالخلاف الهامشي،ونبتعد عن اللحمة ونتفرق بفعل تخلف القبلية والبعض الاخر يتمسك بالمنصب وبعضنا الاخر لازال يرى القضية من منظور الشهرة والطفح بالنجومية،انه اندثار الفئة المثقفة التي ترتفع بها الاوطان والبلدان،فماذا جنينا واربعون عاما نتخلف؟ونرجع بالقضية الى الوسط؟نجالسها على مذياع أو نرسمها في مهرجانات تنتهي مدة الاهتمام بها بنفس مدة المهرجان،فنعود للنوم على وطن،بينما العالم في هذا التوقيت يعيد تشكيل المنطقة من شرقها الى غربها،نحن نشكل كلمات خطابية،مهرجانات ترفيهية وتسويقية والتفكير على ان الدولة اسم وليس مشروع وعلى ان الاسم الجغرافي قد يدفع بنا الى استقلال تاريخي منسوب له،فهل كان الناس ينتظرن استقلالا اسميا بعد اربعين عاما؟،وخطابات قبلية بدأت قبل الأوان،أوحكم يشبه أحكام الإعراب،بين الجروالرفع والنصب،سيسقط الوطن،بكل حرقة إننا مافينا خجل والإنسان حلمه دفئ والدفئ وطن والوطن ضائع.
الدولة بيروكي