لم تهدأالصحف التي قرأت خبر إعدام زعيم الشيعة نمر باقر النمر،فالكل بدأ يحلل ويقرأ ماوراء الإعدام!
عندما قرأت الخب رحاولت أولا الغوص في تغريدات الشيعة والسنة على التوالي،فوجدت أنه إذا كان من العنوان إختصار فيحق عنونة العملية بعبارة"أقفل الحساب"وأي حساب سيتسأل القارئ؟
نمر باقر النمر من أبرز رموز الشيعة في السعودية،ينحذر من منطقة القطيف ذي الأقلية الشيعيية في السعودية،هاجر إلى إيران حيث إلتحق بالحوزة العلمية،ثم مر على سوريا،ليعود الرجل حاملا معه رسالة إيران،فصل القطيف عن السعودي ،أعتقل عدة مرات بسبب هذا المطلب،كان أخرها في ٢٠١٢،وسبب إعتقاله حسب رواية الداخلية السعودية أنه حاول إطلاق النار على دورية أمنية،وفي أثناء المحاولة فر هاربا لكنه إصطدم بدورية أخرى ليتم إعتقاله،وقامت على إثر ذلك إحتجاجات كبيرة في القطيف ،أدت الى مقتل إثنين من أبناء المنطقة،الشيئ الذي جعل قضيته تحظى بإهتمام دولي ،لازامه حتى بعد الإعدام.
فقد قرأت الصحف الدولية الخبر بلهجة شديدة وغريبة،حيث عنونت صنداي تايمز مقالهاب "هل سيدمر هذا الملك بيت ٱل سعود"،العنوان مثير ولكن الأغرب هو الداخل،حيث أبرزت تصريحات المالكي، والإيرانيين حول العملية،هذه الأخيرة جائت في تهديد الحرس الثوري الإيراني بأن السودية ستدفع ثمن فعلتها،وأشار المقال كذلك إلى إتهام السعودية بمحاولة حصر الحرب القائمة بالصراع السني الشيعي وهو محاولة ما لخلط الأوراق ،وهو ماأشرت له الإندبندنت فقد تطرقت إلى نظرة العالم الغربي للإعدامات التي تمارسها السعودية ومقارنتها بإعدامات تنظيم الدولة.
ولكن حينما نستعمل ماقرأ في تحليل ما نجد ،أن إعدام نمر جاء كرد على مقتل زهران علوش،قائد جيش الفتح والذي كان يحظى بإهتمام ودعم سعودي،بالسلاح والمواقف،فقد إلتقى الرجل بتركيا سفير السعودية أنذاك،بل أن السعودي كانت تحاول أن تعد منه رجلا للمرحلة القادمة ،وهذا مايتضح من قراءة عملية قتله على لسان الجبير حيث وصف قتله:بأنه تقويض للعملية السلمية ولايخدم المساعي الرامية لإيجاد حل في سوريا.
كما أن أمريكا التي عبرت عن قلقها من عملية إعدام،هي ذاتها التي عبرت عن غضبها من مقتل زهران علوش،حيث وصفت العملية ،بأنها تعقد محدثات السلام.
محدثات السلام على الأرض السورية،وتصفية الحسابات بين الدول،والشرق الأوسط لعبة الأذكياء يحركون الأغبياء هي المرحلة القادمة للسياسات،فهل إعدام نمر إيران الحليف للروس،كان مقابل قتل علوش السعودية الداعم أمريكا؟
ربما يبدو أن إعلان التحالف الاسلامي سيولد تحالف إيراني شيعي،سيدخل كل الشرق في دوامة وماحدث البارحة من إحراق للسفارة السعودية في طهران،سيجر المنطقة إلى تسويات مبنية على الحسابات،فهل ياترى سيعدم لبنان الأسيرالسني ليقنع حزب الله بضرورة ملئ الفراغ الحاصل؟والواقع أن كل المؤشرات تقول أن كل شيئ قابل للحساب.
الأحد، 3 يناير 2016
نمر إيران،كبش أمريكا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق