الأحد، 3 يناير 2016

أدب الرحلةوالصورة

يعتبر أدب الرحلة من الأجناس الادبية التي يصعب تصنيفه كتابة،هل هي كتابة سيسيولوجية أم جغرافية،أم تاريخية ،أم أدبية،أم هو جنس جامع للكتابة؟
الرحلة كموضوع يتكون مما هو إستكشافي أو ماهو خيالي،قد كثر اللغط في أدبية جنس أدب الرحلة،فكثير من النقاد لم يعتبرع أدبا وتمثل ذلم في كتاب "ألف ليلة وليلة"،وهناك من إعتبره قصة كقصة أبي الحسن المريني ومابين البحث عن تعريف جنس أدب الرحلات،نجد أنه أصبح له قيمة كبرى وقد ألفت فيه مجموعة من النصوص الضخمة أشهرها "رحلة إبن بطوطة".
إن الخاصية الأساسية للرحلة هي الملاحظة ،بحيث أن القراءة لهذا الجنس تفرض على محكي الرحلة الوصف،حبث تعمل على تصوير الكتابة الأدبية بمفهوم الجمالية والفمية في الصورة المحكية،كما أن الكاتب يترك فيها مجالا واسعا للرحال،ففي القرن الرابع عشر ظهر كتاب "تحفة النظار في غرائب الأبصار وعجائب الأسفار"كتاب قديم لإبن بطوطة،صور فيه رحلاته إلى العالم،من طنجة لتونس،مرورا بزيارته للمدينة المنورة ووصفه لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ،فوقوفه عليه جعل كتابته إستثنائية،وفي مصر توقف عند الإسكندرية ودمياط كثيرا،وفي الشام يصف بيت المقدس وقبة الصخرة،ويصف مدينة عكا حيث قبر النبي صالح عليه السلام بل وصلت الصورة الوصفية في الكتاب إلى بلاد الروس وبلغاريا.
فمن خلال الحديث عن الرحلة عند إبن خلدون وعلاقتها بالوصف،يجعل من النصوص الرحلية،ذات قيمة فنية وجمالية أدبية،فالرحلة إذن جنس يعطي للقراءة أبعاد أخرى غير البعد الثيمائي الذي أنسجت فيه لمدة طويلة،فتزداد خصوبة وإبداعية كلما تجاوزت الرحلة حدود نقل المعلومات أو مجرد الأخبار،إلى أهداف جمالية،أي حين تصبح أدبا إستثنائي،ليتدخل بولفة الأدب اللذيذ المطابق لمفهوم الكتابة،والحديث عن هذا الجنس يستطيع أن يآخذ مجلدا ولا يكتمل،فهو جنس متشعب يجمع بين التاريخ والوصف،والأخبار والمعلوماتية،لكن يبقى الطابع الطاغي عليه هو الصورة،فهو جنس جامع للكتابة الادبية بكل المقاييس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق