ذات زمن مضى لكنه الحاضر في وجداننا ، أهدتنا الأرض الوداع، حفنة من الألم، وقطرة وجع، وعلبة من الوان الألم ،تسللت لدواخلنا،فلامست أحلامنا، امتدت أنامله وشرعت تخط لي وطنا.
وطن كما يشتهي في الأربعين من عمر حكمه، لم يأبه للهيب الشمس الذي زاد من عزيمته اوغبار الرمال الذي لم يمحو ملامح الطريق ، ولا هان الرجل أو حتا قهرت إرادته ألام التمزيق، لم يزده إلا تمسكا تخلو خباياه المكانيه من السلاح وتمتلئ خباياه المعرفيه من الحنكة والسياسة مايؤهله لقيادة المرحلة ، فهو القريب من الشعب وهو الذي ترتسم في تجاعيد وجهه صورة الوجع وبقايا الذاكرة و هارمونيا أناشيد الثورة ورفاق الطريق.
فكان الطين مسكناللصمود شارك الكل في تشييده،وفي السماء قوس قزح الذي ظهر في الأفق بعد رزاز من إنتهاءالمطر،يشبه إنتهاء الرصاص،ولأنه ينصب في كل مرة خلاصا لنا من الواقع المأزوم.
ويدور عطر روح غيابه،يبحث عن رائحة الذكريات،يمرعلى تلك الرائحة الندية،كأن الشمس تمدأيديها لتحتضن ربوع دفئه فتشعر بالتفاؤول والحنين أكثر،إلى الضفة الأخرى،إلى حيث يعبر المجاهدون،نحو الوطن،داخل عمق هذا الوطن الذي يكفي لدفن حضارة كل الكون،أحببته حينها ، حبا على غير العاده ، حب يجعلني أحلق بجناحين من نور، في التاريخ وفي الحاضر، وأتوسد محطات التغيير ، وأقف تعظيما لرجل الدفاع عن الحريه والكرامه الانسانيه ، وأحتضنه بداخلي تجربه وأتعلم منه الوعد:
"لاوجود ولامستقبل للصحراويين الا في وطنهم الحر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
في عزاء محمد عبد العزيز تعلمت كيف يكون الحضور في الغياب، وكيف يمكن للإنسان أن يرحل بجسده ويبقى حياً كأكمل ما تكون الحياة في القلوب والنفوس التي أحبت فيه الرمز والقيمة والمعنى.
قـف ياوطني على قبره وازرع عليه وردة الأمل وردة الحياة،قف هناك وحدثه عن احوال اهلنا عن احلامهم ومعاناتهم وصمودهم،حاوره كماكنت تفعل ،حين تتذكر تفاصيلك معه،حين إنتظرتم الحريةمعا،فأنت من فتح له ابواب قلبه،ومنحه الامان بلا حدود،وغمره بأحلامه،ورمم مشاعر شعبنا،و رمم أحلامنا،وأعاد صياغة الطريق لنا،ووهب لأطفالنا الأمل،قف على قبره ياوطن فلديه أمل حتا في البعد أن ينقشع ظلام الإحتلال،أن تشرق شمس نهارنا على الأرض وتزيح الغمامة عنا.
هو ذلك المهجر سنين طويلة، هو الصحراوي الذي طالما عانى من مرارة الأيام، طالما حلم بعيش مستقر في قلب وطنه، طالما نادى بصوت عال لأجلك ياوطن، نعم ،هوذاك الذي عاش بالألم، عاش بالأمل، لم يعرف اليأس طريقاإليه، لم يدفعه الاستعمار إلى إراقة ماء وجهه أرضا،وها هوالآن قد حقق ذلك الأمل، سعى لأن يصل إليه، ووصل.
كنت قد هاجرت من قبل سنين لطالما كانت قاسية، طويلة، يتخللها شعور بالغربة، أذاقتك أصناف عديدة من مرارتها،فأنت اللاجئ، صاحب الحق، وصاحب الوطن، وصاحب الأرض.
أنت اليوم ستعود إلى الوطن، جاء وقت اللقاء بالشهداء، جاء الموعد:لاأريد أن أقول وداعا ياوطن،لأن لقاءانا رغم البعد الأبدي ،بالأمل يحيا،فعلى أرضي يعيش الحلم في داخل الطفل والشاب والشيخ،ليتحقق بين الخيام وعد....وعد الحرية الذي لايموت،هكذا أخبرني القبر أنك كنت تقول....هذا وعدي.
الجمعة٣ماي٢٠١٦
الخميس، 2 يونيو 2016
لن أقول وداعا ياوطن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أبدعتي في تأبيد هذا الفقيد ، أنه يعيش فيكم و إن روحة فارقت جسده ، نعم مضى هو في دورت الحياة ، لكنه لن يعرف الموت لانه الصحراء و الخيام لانه الوطن و الحرية ...
ردحذفعاش للأرض وفياً للوعد ،، مثلما قلتي و قال التاريخ أنه رجل لا يعرف النهاية من عاش لإجل تحرير وطنة .. رحمه الله هذا المناضل ..