كل عام والبشرية تذهب إلى الموت:
ونحن نعيش على شفا الحرب,نتبين حقيقة التغيرات الضخمة التي تجري في
الإنسانية,عندما تفقد بصيصا يدل على المستقبل الوافد,وعندما نكون
داخلها,فإننا نعي أن الحرب كانت أبدا أعتى الأحداث وأوسعها تدميرا لكل
ماله قيمة إنسانية,فالكل يفقد حياذه,فيسعى الإنسان فيها لتجربة
القتل,وحتى العلم يتوسل به علماؤه لإختراع تلك الأسلحة الفتاكة والأكثر
تدميرا,ومابين حرب وحرب تنجر الإنسانية لتكشف شرورها المتبدية,عبر
ماتتدرع به من أهداف وماتستخدمه من وسائل,فكان نتاجها هو التدمير والسفك
عبر العصور.
أفصحت ذاكرة الحروب عن الوجه الحقيقي للإنسان,عندما قصفت هيروشيما
بالسلاح النووي رد ستالين معقبا على الإستخدام النووي الأمريكي ضد
اليابان قائلا:"الأسلحة النووية مجرد أداة الإرهاب ذوي الأعصاب
الضعيفة",ويمكن النظر للحرب العالمية الثانية أنها الحرب الأكثر فتكا في
تاريخ البشرية,حيث شهدت مقتل 80مليون شخص بين عامي 1939و1945,ولكن قبل
هذه الحرب,كان التاريخ يشهد عدة حروب وهجمات على البشر,من الصعوبة حصر
عدد القتلى فيهم,كحروب المغول التي شنت على منطقة أوراسيا,وأحد أمثلة
وحشية الحرب المغولية كان غزو بغداد,حيث قتل مايقارب مليون شخص داخل هذه
المدينة عندما شن المغول هجمات إستمرت سبعة أيام متتالية ,إبان الخلافة
العباسية ,مما أذى إلى سقوطها.
وإرتبط هذا القتل والتدمير الممنهج قديما بما يحصل حديثا بسوريا,فقبل خمس
سنوات تصدت الدول للثورة السورية,فتتبعت أسلوب الترهيب والتدمير في كل
مدنها,تغيرت ملامحها,وأصبحت مشوهة,تحولت معالمها إلى حطام,غابت مظاهر
الحياة داخلها,تفككت أسرها,في سوريا لربما أصبح من الممكن إكتشاف إختفاء
الإنسان ذاته من هذا الكون.
لما كان عدد سكان هذه الدولة إثنين وعشرون مليونا من البشر ,أصبح الأن
حسابهم يقدر ب ستة عشر مليون إنسان لازال متواجدا على أراضيها,رغم السماء
التي إختفت بفعل تراكم الطائرات فوقها والدخان.
ولأن الحروب تقاس بالحساب,فلقد إختفى منها أربعة ملايين لاجئ, مليونين
بين شهيد ومفقود,وبذلك أصبح لسوريا أن تكتب تاريخ العالم الذي في كل عام
يذهب بالبشرية إلى الموت ,فيقتل أحلامها ويهدم مستقبلها,فالقرية والطفل
يختفيان في المدينة على أرضها,والهياكل العظمية تتوزع بفعل الحصار تارة
وبفعل النار تارة أخرى,فتصبح شاهدة على بشاعة الأمم وإنتكاس
إنسانيتها,والأشجار محروقة,والمزارع سوداء,وكل الأرض رماد,ومابقي من
الإنسان يغادرها عبر البحر,فالبحر عبارة عن دماء تصبغ شواطئ العالم ,وفي
إنعدام الضمير الإنساني,أصبحت الإنسانية مرهونة بالسلاح الأكثر فتكا في
العالم,فمابعد صمتها في سوريا على جرائم الإبادة ,يؤكد أنها لن تقوم لها
قائمة.
ففي حلب وحدها فقط تدور الحرب المدمرة,منذ أزيد من عام والمدينة في
حصار,وسكانها بين القتل والتهجير,عدد سكانها غير ثابت ,فنسبة 300ألف
نسمة,تترواح بين شهيد ونازح ومحاصر,فتقف بذلك, هذه المدينة في أواخر
نهاية عام 2016 شاهدة أمام التاريخ ,على إبادة جماعية منظمة وجرائم ضد
الإنسانية حسب التوصيف الدولي فيها,على حرق الإنسان داخل سيارات
الإسعاف,وعلى قتل الأطفال داخل مستشفيات العلاج,على القصف بكل أنواع
الأسلحة,وعلى غياب أبسط حقوق الإنسان,فهل سيغفر أهلها للعالم هذا العقاب
النادر لهم في التاريخ؟وهل ستسقط حلب لأنها فقط تروي قصة حرب لم تكن
وليدة الأمس بقدر ماهي وليدة حقد وشر على البشرية جمعاء.
لكل زمن كانت هناك حرب,ولكل صفحة في التاريخ هناك سرد لقصة هذه
الحرب,وقبل خمسة أعوام فقط بدأت كتابة التاريخ العربي والعالمي بدم
سوري,قصة حرب لم تنتهي ,فكلما أغمض عام ,بدا العام المقبل أشد قتاوة من
الذي قبله,وبدا أن تعداد البشر الذين يموتون في الحرب ,ينهي أمال عدة
ويقتل أحلام بعيدة حتى و إن كانت بسيطة كمجرد حياة.
دولة بيروكي
ونحن نعيش على شفا الحرب,نتبين حقيقة التغيرات الضخمة التي تجري في
الإنسانية,عندما تفقد بصيصا يدل على المستقبل الوافد,وعندما نكون
داخلها,فإننا نعي أن الحرب كانت أبدا أعتى الأحداث وأوسعها تدميرا لكل
ماله قيمة إنسانية,فالكل يفقد حياذه,فيسعى الإنسان فيها لتجربة
القتل,وحتى العلم يتوسل به علماؤه لإختراع تلك الأسلحة الفتاكة والأكثر
تدميرا,ومابين حرب وحرب تنجر الإنسانية لتكشف شرورها المتبدية,عبر
ماتتدرع به من أهداف وماتستخدمه من وسائل,فكان نتاجها هو التدمير والسفك
عبر العصور.
أفصحت ذاكرة الحروب عن الوجه الحقيقي للإنسان,عندما قصفت هيروشيما
بالسلاح النووي رد ستالين معقبا على الإستخدام النووي الأمريكي ضد
اليابان قائلا:"الأسلحة النووية مجرد أداة الإرهاب ذوي الأعصاب
الضعيفة",ويمكن النظر للحرب العالمية الثانية أنها الحرب الأكثر فتكا في
تاريخ البشرية,حيث شهدت مقتل 80مليون شخص بين عامي 1939و1945,ولكن قبل
هذه الحرب,كان التاريخ يشهد عدة حروب وهجمات على البشر,من الصعوبة حصر
عدد القتلى فيهم,كحروب المغول التي شنت على منطقة أوراسيا,وأحد أمثلة
وحشية الحرب المغولية كان غزو بغداد,حيث قتل مايقارب مليون شخص داخل هذه
المدينة عندما شن المغول هجمات إستمرت سبعة أيام متتالية ,إبان الخلافة
العباسية ,مما أذى إلى سقوطها.
وإرتبط هذا القتل والتدمير الممنهج قديما بما يحصل حديثا بسوريا,فقبل خمس
سنوات تصدت الدول للثورة السورية,فتتبعت أسلوب الترهيب والتدمير في كل
مدنها,تغيرت ملامحها,وأصبحت مشوهة,تحولت معالمها إلى حطام,غابت مظاهر
الحياة داخلها,تفككت أسرها,في سوريا لربما أصبح من الممكن إكتشاف إختفاء
الإنسان ذاته من هذا الكون.
لما كان عدد سكان هذه الدولة إثنين وعشرون مليونا من البشر ,أصبح الأن
حسابهم يقدر ب ستة عشر مليون إنسان لازال متواجدا على أراضيها,رغم السماء
التي إختفت بفعل تراكم الطائرات فوقها والدخان.
ولأن الحروب تقاس بالحساب,فلقد إختفى منها أربعة ملايين لاجئ, مليونين
بين شهيد ومفقود,وبذلك أصبح لسوريا أن تكتب تاريخ العالم الذي في كل عام
يذهب بالبشرية إلى الموت ,فيقتل أحلامها ويهدم مستقبلها,فالقرية والطفل
يختفيان في المدينة على أرضها,والهياكل العظمية تتوزع بفعل الحصار تارة
وبفعل النار تارة أخرى,فتصبح شاهدة على بشاعة الأمم وإنتكاس
إنسانيتها,والأشجار محروقة,والمزارع سوداء,وكل الأرض رماد,ومابقي من
الإنسان يغادرها عبر البحر,فالبحر عبارة عن دماء تصبغ شواطئ العالم ,وفي
إنعدام الضمير الإنساني,أصبحت الإنسانية مرهونة بالسلاح الأكثر فتكا في
العالم,فمابعد صمتها في سوريا على جرائم الإبادة ,يؤكد أنها لن تقوم لها
قائمة.
ففي حلب وحدها فقط تدور الحرب المدمرة,منذ أزيد من عام والمدينة في
حصار,وسكانها بين القتل والتهجير,عدد سكانها غير ثابت ,فنسبة 300ألف
نسمة,تترواح بين شهيد ونازح ومحاصر,فتقف بذلك, هذه المدينة في أواخر
نهاية عام 2016 شاهدة أمام التاريخ ,على إبادة جماعية منظمة وجرائم ضد
الإنسانية حسب التوصيف الدولي فيها,على حرق الإنسان داخل سيارات
الإسعاف,وعلى قتل الأطفال داخل مستشفيات العلاج,على القصف بكل أنواع
الأسلحة,وعلى غياب أبسط حقوق الإنسان,فهل سيغفر أهلها للعالم هذا العقاب
النادر لهم في التاريخ؟وهل ستسقط حلب لأنها فقط تروي قصة حرب لم تكن
وليدة الأمس بقدر ماهي وليدة حقد وشر على البشرية جمعاء.
لكل زمن كانت هناك حرب,ولكل صفحة في التاريخ هناك سرد لقصة هذه
الحرب,وقبل خمسة أعوام فقط بدأت كتابة التاريخ العربي والعالمي بدم
سوري,قصة حرب لم تنتهي ,فكلما أغمض عام ,بدا العام المقبل أشد قتاوة من
الذي قبله,وبدا أن تعداد البشر الذين يموتون في الحرب ,ينهي أمال عدة
ويقتل أحلام بعيدة حتى و إن كانت بسيطة كمجرد حياة.
دولة بيروكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق