رواية "أنفاس من ملح"للكاتبة السورية لبابة أبو صالح,رواية في مضمونها قد تبدو للوهلة الأولى عادية في طرحها,إلا أن فكرتها وطرحها المبني على الموضوعية والقراءة الجادة للقضية الأساس جديدا,حيث يتمثل الجديد في جهد لبابة أبو صالح برفض التناول التبسيطي لهذا العمل الأدبي في قضية الصراع بين الزوجين,فتعطي مقاربة لما هو داخلي في الشخصية البطل وبين القضية ,حيث أثبتت أن العمل الإبداعي في فكرته لا في المواد الذي أعطته شكلا.
حشدت لبابة عملها الادبي لكتابة مادة نظرية ,من حيث التركيز على البعد النفسي,الذي هو الأهم تداولا في الرواية,فسلوك الفرد تحدده عوالم نفسية معقدة قد لا يفهمها ولايعرفها الفرد نفسه,كما كانت عليه حالة أمل التي نفرت من زوجها سعيد,فقد أدى سوء معاملة أبيها لوالدتها وشعورها بالوحدة منذ الصغر,نحو تعميم نظرتها على كل الرجال ومنهم زوجها سعيد,فبرودها في التعامل معه ومع عائلته,قد أذى إلى إنصرافه عنها جسديا ,فإمتلأت حياتهم الزوجية باليأس والإحباط فضلا عن الأسى والأفكار السوداء التي كانت تغزو عقل أمل ,وهذا ما جعلها عاجزة عن القيام بدورها الأمومي تجاها إبنتها الوحيدة عفاف,غير الرغبة العاجزة عن تحقيق الحب والحياة الأسرية الطيبة.
كانت لبابة تتمكن من كتابة هذه التفاصيل بدقة,تفاصيل لحياة معقدة,حياة تعبر أمل دون أن تترك لها فرصة للتدبر وحياة يبحث فيها سعيد عن حل أو بالأحرى يحاول إكتشاف أخطاء لم يقترفها أبدا.
لقد كانت الرواية تلك الكتابة التي تبدو فيها الحياة الداخلية للإنسان ظاهرة للملأ,وفي اثناء القراءة تكتشف أي نوع من الروايات تقرأ, لأن النور الذي تريده لبابة أبو صالح أن يدخل في عيون قرائها ,هو البحث في مكامن الذات روحيا ونفسيا لأنها تنبش المشاعر وتعري الحقيقة التي هي بالأصل ليست كثيرة ,هي إستعادة لأناس هامشيين ,عبرو من هذه الحياة بدون ضجة , فبكل هذا الإصرار على التوغل في النفس , إنما هي مقاربة عن مدى القسوة التي تصنعها الحياة الأسرية بالذات, فالعنف الذي يطارد أمل منذ صغرها ,فكانت الكاتبة تكتب وهي متيقنة أنها وضعت اسلوبا سرديا جميلا وجذابا سيخدم القصة الى الأخير, فركزت على الحوارات الداخلية والنفسية للشخصيات الثنائية أيضا,ولم تغفل عن المظاهر الإجتماعية ووقعها في النفوس.
إن من أسرار نجاح هذه الرواية بالأساس ,كانت الشخصية البطل أمل فهي نموذج واقعي وهي فكرة داخلية متواجدة في كل مجتمع وهي الدور الذي به لعبت هذه الرواية في تجديد وتحديث قضية العلاقات الزوجية المتوترة.
إن الكتابة في هذه القضية هو فعل إستحضار للمؤثرات الإجتماعية والبيئية وحضور للذكريات أيضا وقراءة للغة الجسد ومكامن الذات الانسانية ,وهو فعل عسير يبعث ضربا من اللذة الفنية في الرواية ,ففي هذا العمل كتبت المؤلفة عن لحظتين مهمين , لحظة الماضي بكل تأثيراته ولحظة الحاضر بكل تفاعلاته وفي كلا اللحظتين أنتجت انفعالا نفسي بينها كمؤلفة وبين القارئ كمتلقي .
دولة بيروكي
حشدت لبابة عملها الادبي لكتابة مادة نظرية ,من حيث التركيز على البعد النفسي,الذي هو الأهم تداولا في الرواية,فسلوك الفرد تحدده عوالم نفسية معقدة قد لا يفهمها ولايعرفها الفرد نفسه,كما كانت عليه حالة أمل التي نفرت من زوجها سعيد,فقد أدى سوء معاملة أبيها لوالدتها وشعورها بالوحدة منذ الصغر,نحو تعميم نظرتها على كل الرجال ومنهم زوجها سعيد,فبرودها في التعامل معه ومع عائلته,قد أذى إلى إنصرافه عنها جسديا ,فإمتلأت حياتهم الزوجية باليأس والإحباط فضلا عن الأسى والأفكار السوداء التي كانت تغزو عقل أمل ,وهذا ما جعلها عاجزة عن القيام بدورها الأمومي تجاها إبنتها الوحيدة عفاف,غير الرغبة العاجزة عن تحقيق الحب والحياة الأسرية الطيبة.
كانت لبابة تتمكن من كتابة هذه التفاصيل بدقة,تفاصيل لحياة معقدة,حياة تعبر أمل دون أن تترك لها فرصة للتدبر وحياة يبحث فيها سعيد عن حل أو بالأحرى يحاول إكتشاف أخطاء لم يقترفها أبدا.
لقد كانت الرواية تلك الكتابة التي تبدو فيها الحياة الداخلية للإنسان ظاهرة للملأ,وفي اثناء القراءة تكتشف أي نوع من الروايات تقرأ, لأن النور الذي تريده لبابة أبو صالح أن يدخل في عيون قرائها ,هو البحث في مكامن الذات روحيا ونفسيا لأنها تنبش المشاعر وتعري الحقيقة التي هي بالأصل ليست كثيرة ,هي إستعادة لأناس هامشيين ,عبرو من هذه الحياة بدون ضجة , فبكل هذا الإصرار على التوغل في النفس , إنما هي مقاربة عن مدى القسوة التي تصنعها الحياة الأسرية بالذات, فالعنف الذي يطارد أمل منذ صغرها ,فكانت الكاتبة تكتب وهي متيقنة أنها وضعت اسلوبا سرديا جميلا وجذابا سيخدم القصة الى الأخير, فركزت على الحوارات الداخلية والنفسية للشخصيات الثنائية أيضا,ولم تغفل عن المظاهر الإجتماعية ووقعها في النفوس.
إن من أسرار نجاح هذه الرواية بالأساس ,كانت الشخصية البطل أمل فهي نموذج واقعي وهي فكرة داخلية متواجدة في كل مجتمع وهي الدور الذي به لعبت هذه الرواية في تجديد وتحديث قضية العلاقات الزوجية المتوترة.
إن الكتابة في هذه القضية هو فعل إستحضار للمؤثرات الإجتماعية والبيئية وحضور للذكريات أيضا وقراءة للغة الجسد ومكامن الذات الانسانية ,وهو فعل عسير يبعث ضربا من اللذة الفنية في الرواية ,ففي هذا العمل كتبت المؤلفة عن لحظتين مهمين , لحظة الماضي بكل تأثيراته ولحظة الحاضر بكل تفاعلاته وفي كلا اللحظتين أنتجت انفعالا نفسي بينها كمؤلفة وبين القارئ كمتلقي .
دولة بيروكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق