يعد الأدب التركي من الأداب التي تشهد تقدما في العالم،فقد حاز كتابه على جوائز دولية منهم الكاتب الكبير أورهان بامكو،كماظهرت أعمال رفعت من مستوا هذا الأدب، للروائية التركية إنجي أرال ،عرّبها المترجم محمود درويش.فرواية"لون الزعفران" رواية تغوص في موضوع البحث والضياع ،البحث عن الحب،وضياع المستقبل، حيث تتشابك الشخصيات فيها،وتكمل الواحدة الأخرى،قصتها مدير استثمارات ازدهرت اعماله في عمره الاول، وامرأة تعمل على تهريب التحف التاريخيةوفتاة جامعية، كل شخصية ستواجه المستقبل بأحداث مشوقة، وسط مجتمع يلهث نحو المال. "لون الزعفران" رواية تغوص في موضوع القيم الإنسانية في مواجهة المال الذي يسقط على إثره الكثير من قيمنا.
الخميس، 25 فبراير 2016
الأربعاء، 24 فبراير 2016
حينما أطلقنا الرصاص
حينما أطلقنا الرصاص...
حينما أطلق المقاتلون الرصاص ،أعلن المجلس الوطني الصحراوي المؤقت عن قيام الدولة الصحراوية في بيان تلاه مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد،ووصف الولي بالمفكر العظيم الدهاء،ظل الرجل يقود الرصاص بين حي وحي وبين ممرات الوطن ،معلنا عن شجاعة عظيمة وجرأة وإقدام لمواجهة الموت لأن الهدف ذلك الوقت كان الموت فداء الوطن.
كانت الحرب تتسع وكان المجاهدون يأخذون الطريق نحو الحرية بإعتبار أن الحرية متمثلة في حق الارض،لذلك كانت الخطا ثابتة لاتتغير،تأخذ الأمور بوعي وتعمل بنفس الإدراك،وكان الوطن في أعينهم وكانت الحرب ممر للسلم وكانو قارئين للتاريخ وعاملون بالثقافة وموزعون للأمل لأن اليأس ثقافة الجبناء.
تقدم الزمان بنا عن هذا الماضي الجميل،وعن العبرة فيه لم نأخذ للأسف منه إلا القليل،ربما لأننا لانفكر فيه بالقدر الكافي لنجدد العهد له،أو نحفظ دماء الشهداء،لذلك كنا نقضي حياتنا في إشتهاء الحاضر والمستقبل دون الرجوع للدروس التي إنبثقت منه،فكان لنا هذا الهوان.
تتباعت سنين بعده،كبر الشاب وشاخ الشيخ ولم يتغير بعد حجم الرصاص، لكنه أستبدل بالأفكار فأصبحت الحرب حرب بقاء ويأس لاحرب قرار،وماتت فينا تلك الرغبة على مواجهة رهفة الموقف وأصبح التقدم نحو الأمام موضع شك وموضع خوف.
إن الإنسان كلما تنافس مع الذات كلما تطور،لذلك نحن لاننافس ذواتنا للخروج من هذا الموقف ولانرجع لذات غيرنا لنستخلص الموقف الصحيح،فأصيب بعضنا بالإحباط والبعض الٱخر غير جلدته ومنا من إتخذ من عدوه خليلا ومنا من إلتمس تخلفه بعذر أقبح من صاحبه،وتعثر السير نحو المستقبل بخطا يائسة،وتوقف فينا المفكرون عن التفكير وإتخاذ الدواء وغاب الساسة في إنتظار خارج يصنع لهم القرار وماتت فئة الرأي الأخر وأصبح اليأس لغة الكثيرين في قراءة القضية الصحراوية ،فلماذ كلها هذا الفشل؟ولماذا يبدو الفجر بعيدا عنا؟وكيف إستطاع الإنسان ألا يجابه حاضره بماضيه ؟.
لم يكن العالم بالأحسن حالا من هذا العام،وكانت بوادر حروب تغطي سماء مدن عدة،و لأن وطننايسلب وينتهك في الحق ويحاول العدو فيه قتل كل مايثبت هويته،كان لابد للروح القديمة من مواجهة الموت في أشد الأخطار.
ولقد كتبت وين ديفيز ماقد يساعد في وصف الإرادة التي إندثرت معنا كلما تقدم بنا العمر ،حيث قالت:صفة الإنسان الرابح أو المنتصر هي قدرته على الصمود،رغم كل شيئ وأعني قدرته على الثبات والتحمل والإصرار،هو القدرة على مواجهة الهزيمةإثر الهزيمة دون التخلي عن الهدف...وعمل كل لازم لتحقيق الهدف".
لقد جعل لنا ماضي الرصاص،أحلاما لاتنكسر،مهما تخطت عليها عقود،لأن ثقافة الإصرار والإرادة والجماعة والفكرة الواحدة وكل مايعبر بنا نحو الأمام ،هي من إستطاعت خلق كيان لنا ذو هوية ووجود وحدود ولنا مثل ما في هذا العالم وطن ،إنتشلنا من الضياع،ومن اليأس وأخرج لنا حكمة يجب أن نستبطها كل ما مر على ذهننا وفكرنا عهد الرصاص أن الشهداء العظام هم الأثر الذي يجب أن نتبعه لنيل الحرية....حتى وإن غاب الرصاص.
الثلاثاء، 16 فبراير 2016
العرب والقضية الصحراوية!
ترى هل هذا الغير العربي يعرفنا؟سؤال يروادني كلما تحدثت مع شاب عربي سوري أو لبناني أو مصري أو فلسطيني،فكان الجواب منهم،بالكاد أعرفك.
لعل مفهوم الغير هنا يحيلني إلى الحديث عن الأخر المختلف،عرقيا ومذهبيا وإنتمائيا وبلدا،لكننا كصحراويين نشترك مع الغير العربي في نفس الدلالة،دلالة الهوية والدين،يقول الله سبحانه وتعالى:إن جعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفو"صدق الله العظيم.
المعرفة هي الأفق المنير،بها الوعي الأنا ينظر لذات الأخر أكثر عمقاوتوافقا ،يتكيف معها ليجعلهاموضوع إشتراك وصراع إنساني نحو تقديم الأفضل ،فلماذا غابت القضية عن الأخر العربي؟.
بعد حرب 1973إختلفت النظرة الرسمية للقضية الصحراوية بين مؤيد وداعم لأطروحة المغرب،ومع إستمرار المعاناة الصحراوية إبان إحتلال المغرب للصحراء الغربية،وجدت هذه الأخيرة نفسها أمام موقف متخاذل وشبه غائب بل أحيانا كثيرة يبدو متواطئا مع الجلاد.
وظلت تراوح مكانها العربي دون تقدم يذكر،إلامن بعض الإعلام العربي الذي سلط الضوء على القضية كمعاناة وقضية تصفية إستعمار،وقد لفت إنتباهي مقدمة للإعلامي محمد كريشان في صحيفة القدس العربي حيث كتب فيها:"لاهي بالميتة فتدفن ولاهي بالحية فتركض"وختم مقالته والتي سلط الضوء فيها على القضية وحضورها العربي بسؤال وجيه _يبدو طرحه في وقتنا الحالي ،طرحا موضوعيا_حيث تسائل قائلا:هل من خطوة تنقذ هذه القضية من النسيان؟.
للإجابة على هذا السؤال يجب الدخول في الملفات العربية التي تمتلئ بها رفوف الجامعة العربية بعد العام 2011، أي بعد انطلاق ما سمي بالربيع العربي ، ازداد فيه النظام العربي هشاشة وهوانا، وأصيبت العلاقات العربية بعطب في مبدأ التضامن، وفي أساسيات القضايا التي كانت تشكل مرتكزاً لها وجامعة لمشكلاتها، وفقدت الجامعة العربية التي تعتبر المؤسسة الرافعة للعمل المشترك العربي، هذا الدور من جراء صراعات وخلافات بينية حول القضايا التي إستجدت خلال هذه السنوات وأدت إلى حروب أهلية في أكثر من دولة،زاد من بعثرة البيت العربي هذه القضايا الجدد ،فالمعضلة السورية واليمنية ومايحصل من إنجرار لحرب إقليمية ومرورا بالوضع الليبي ومايشهده الصومال ،يحيل العرب إلى وصفهم بالمريض المتعب الغير قابل للعطاء أو حتى التفكير ،في قضايا تبدو في نظره لاحل لها أو تاركا كما العادة للغرب والولايات المتحدة حلها،وليس من الغريب ألا يكون ممثلا عربيا واحدا في كل مفاوضات التسوية أو الحروب القائمة،فهل أعلن العرب إستسلامهم ؟تاركين لقوى العالم الإكتفاء بحل قضاياهم على حساب أطماعها الإستعمارية،لذلك كان المواطن العربي يرى أنه لاتوجد قضية قابلة للإهتمام ،أكثر من قضية العرب وحضورهم الغائب الذي يسير في طريق الإنقراض،والتي يفكر بها المواطن الصحراوي ويطرح لعدم لامبالاة العرب كل الأعذار فهم ،قد إنسحبو عن ركب السفينة وتركوها للعالم الأخر،لقيادة الشرق والغرب لوجهة توافق أطماعه الإمبريالية.
بل أن الإنسان الصحراوي بات يرى في قضية الإقصاء والتهميش ،تعريفا جليا للإنحذار الفكري الذي وصل له الرأي العام العربي ،لقد ظلت فصول هذه القضية مغيبة عن الرأي العام العربي وظل الحديث عنها يهتم فقط بالرؤية المغربية،متناسيا معاناة الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين بتندوف،_تحت قيظ حار وبرد قارص _،ومن بين العوامل التي غيبت القضية في الفكر العربي الإنساني وهو أننا كصحراويين لم نهتم بالجانب العربي بما يكفي وإكتفينا بمتابعة تدهوره ووضعنا لأنفسنا طريقا ٱخر ،وحاولنا تسليط الرأي العام الدولي على المعاناة دون الدخول في الإطار العربية وإكتفينا بالهامش العربي الذي أقصانا دون أن نتدارك أن الحضور يصنع الصورة كاملة عند الغير،"الأنا الذي ليس أنا،هو الغير"،فلماذا لايكون الغير عربيا؟.
إن قضية بحجم الصحراء الغربية ،ومعاناة شعب لأكثر من أربعين عاما،كانت تنتظر منا توسعا في العطاء وإنفتاحا للٱخرالعربي،على كل المستويات،إعلاميا وثقافيا وفكريا،ولأن التاريخ هوالمادة التي لايفنى الإنسان بها،فإن قضيتنا تاريخيا تعتبر قضية عربية ولو كان المحتل فيها عربيا،وقد إنسجمت بعض الأوساط العربية الإعلامية أخيرا مع فكرة الثقافة والتوسع والإدماج،إلى الإهتمام بهذه القضية،وهذا ماذهبت إليه بعض الصحف المصرية الكبرى والتي كتبت مقالات داعمة وتعريفية ،بلغت حتى إثارة غضب المغرب والمغاربة على المصريين في أواخر العام المنصرم،فكتاب "الصحراءالغربية بعيون مصرية"كاد يسبب أزمة مصرية مغربية،تبنت من ورائه مجموعة من المدونين الشباب في تونس وليبيا الكتابة عن الموضوع،بشكل عفوي وملئ بالحرية،ولقد كان لي عبر تويتر عدة لقاءات مع مدونين ،كان من أبرزهم محمد رفراف،تونسي يكتب من باريس،قال "إن قضية الصحراء الغربية يجب أن تدافع عن نفسها معرفيا عربيا"،كلمته هذه وضعتني أمام جواب عن السؤال المطروح في المقدمة ألا وهو،أننا كصحراويين من كل فئات المجتمع يجب أن نعيد ترتيب الثقافة على أساس تعاط مع العرب أكثر وإندماج أكبر،لطالما نادى به مؤسس الدولة الصحراوية ،الشهيد الولي مصطفى السيد.
السبت، 13 فبراير 2016
الصداقة العظيمة
الصداقة هي علاقة مودة وإخاء،تقوم على فعل الصدق والحب والإخلاص بين طرفيها،وقد كتب فيها العرب الكثير وعرفوها بمعاني قيمة وبأحرف نقية والصداقة التي سأكتب عنها هي صداقة عظيمة،تعلمنا وتوجهنا.
كانت الدعوة الإسلامية تنتظر الإذن بالخروج،وكان ابا بكر رضي الله عنه ينتظر هذا الإذن،فلما أذن للرسول صلى الله عليه وسلم ،قال هو فرحا الصحبةالصحبة،وقالت عائشة رضي الله عنها في وصف فرحه،"مارأيت أبا بكر يبكي من الفرح"،كان من أحب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وقد أقر محمد عليه السلام بذلك لما سئل عن أحب الرجال،فأجاب قائلا أبو بكر.
كيف لا وهو الذي وضعه الله سبحانه وتعالى في المرتبة الثانية ،وإقترن إسمه بعظيم الخلق محمد في سورة التوبة قال تعالى:"ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا"صدق الله العظيم .
يضرب لنا الصديق معنى الصداقة ويضرب مثال الصدوق والوثيق الوثوق والمحب والأخ الودود ،فمن لامس عطر خير الخلق سيفوح لنا رائحة زكية تعطر الأنفاس،فهو من رجال ماعرف التاريخ أمثالهم،عز في الدنيا وعز في الأخرة .
فإصطحاب الرسول له في هجرته دليل ثقته الكبيرة به،فالثقة إذن هي من أركان الصداقة والمحبة من أساسياتها والإخاء والحب والذوذ بالمال والولد لأجل حق ذلك الصديق هي من فرائضها.
إن مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم قد خرجت رجالا وأصحاب وقيما تعيش فيهم ،والدليل على ذلك أنهم كانو يعيشون الوحي رغم إنقطاعه،ويعيشون أخلاق الرسول في تعاملهم،حديث أم أيمن يسرد هذه النقطة،روى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال:قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم،إنطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها،فلماإنتهينا إليها بكت،فقالا لها:ومايبكيك أما تعلمين أن ماعند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟فقالت:إني لاأبكي أني لاأعلم أن ماعند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم،لكن أبكي أن الوحي قد إنقطع من السماء،فهيجتهما على البكاء معها.
وبكاء الصديق إنما هو دليل ذكاء وحضور عاطفة وتراكم إحساس وإنبثاق محبة لانظير لها في هذا الكون محبة لخير خلق العالمين ،نبي الرحمة الصادق الأمين،عليه الصلاة والسلام.
بقلمي
الأربعاء، 10 فبراير 2016
مدن باكية
مدينتي لاتشتهر عند العرب كثيرا،يوجد منها أخرى وفي دولة عربية أخرى،حتى شعبها منذ أربعين عاما ،يعيش القيظ والبرد قلما تجد عربي يعلم بحزنه،مدينتي في نظري أجمل المدن ليس لأن ولدت بها،بل لأني وقفت على بكائها،فبكيت على البكاء المجهول،المختفي وراء الحلم المشنوق على بابها،لم تحمل مدينتي من الأمنيات سوى ،أن ينكسر قيدها ويبزغ فجر يلتقي فيه الكل على أرضها،حبيب وعشيقته،أب وإبنه وجدة بأحفادها،ويعود لها الفرح يغني أغنيات الحرية دون أن يقتله ،طاغوت إحتل ملامح وجهها الصحراوي لينفيها إلى مدن الخيال،مدينتي تبكي أيضا في الصحراء الغربية ،وتحزن مثل صديقاتها.
ومن بين أصدقائها بغداد،حضارة،عمق ،تاريخ ،محبة ومنبر الشعراء،باحثة عن ماضياه في سراديب النسيان العربية،وغارقة في عناق الفرح المنسية،حاولت ترتيب الأحرف لكتابة حزن يليق بهذا البكاء الذي يبعث الموت من بغداد_لم أستطع_لأن الألم في ذاكرة المدينة كبير،ولأن الجرح ينزف ولأنها بإختصار تموت بين أضلع عربية.
غادرت بغداد إلى دمشق الأن،وأي بكاء أصابها،وكأن عزاءا مفتوحا قد علق في أول دخول لها،كتب فيه،هذه الأرض لازال الموتى لم يفترشو التراب ويتساقطون كحبات المطر،لازالت رائحة البارود تفعل هذا الضباب ولازال القصف فيها يدمر،هذا السور الأموي،ولازالت مدينة تستقطب إليها الموت ليقتل الموت،ولم تعد مدينة تصلح للحياة .
غادرتها للقدس عاصمة السماء على الارض،بيت الله الأول،مكان فيه الصلاة تضاعف أضعافا،وجدتها حزينة،لم يعد يقتلها الإنتطار بل حال العرب وحال مدنهم،كيف يموت البشر!كيف لم يعد يعيش الإنسان كإنسان !الحزن فيها يوحد الأرواح ويجمع التناقضات،باغتتني دمعتها بالعين،تقول ماأقصى مايمر به العرب،رائحة موتهم لاتنتهي ،لذلك أبكي.
لذلك كنت كلما قرأت بكاء مدينة بكيت على بكائها
بقلمي
الاثنين، 8 فبراير 2016
ورق خريف
أمامي شجرة تتساقط أوراقها الواحدة تلو الأخرى،تخيلتك مكانها،وكأنك أنت من تسقط،بفكرك وبروحك وبقلبك من حياتي،لقد خنت الحب،وخائن الحب مرادفه عابر قلم ،وعابر حلم.
الٱن إنتفى الشك،الأنانية وحدها ليست كافية ياأحمد،هل فكرت وأنت تغادر هذه الأرض إلى بلاد أخرى أنك تمارس خيانة وطن،ومايتبع أنك أعطيت الغريب أكثر ماأعطيت الارض،ماذا لو بقيت!
كانت أمنية تخطر في بالي كلماقرأت أحرفك.
كنت أشتهي أن نبني ذلك الحلم،أن لانكتفي بمشاهدة العالم،وأن نجعل منا شخص واحد يشاهده هذا العالم.
أتذكر جيدا ذلك لم تكن على مايرام،ذبلت أمامي كوردة،تائه لاتجد لك متنفسا،سوا الدوران على حلقة مفرغة بينما يتمسك غيرك بالمستقبل تعيش أنت الماضي
قلت لك؛تنفس ياأحمد هذا الكون فهولايعترف بالكسلى المتقاعدين،
لم تصمت طويلا؛حين قلت أن حبنا هو الغلطة الغير محسوبة...
أثرت شفقتي لأنك لم تحسب يوما حسابا لأحد.
أمك الٱن طريحة الفراش وأختك التي تركت دراستها لتعتني بك وبها الٱن لاتقدر على سد حاجيات حياتهم وأنت لاتكلف نفسك حتى في غير وطنك البحث عن ذاتك إنك في تجاهل متخاذل.
حين أحببتني توسلت كل الطرق للوصول الى أن أكون خاضعة،عصيت فطلبت مزيدا من الحب وأعطيتني الكثير من الخدلان.
لم يكن الطريق بين الوطن والغربة سوا طريقا قصيرا،هنا حطت طائراتك بسلام،إنما كانت الافكار سريعة،متأرجحة وغير مستقرة،سقطت عند أول قدم وضعتها هاربا من فشلك هنا،لتصنع به نجاحا وهميا،كرجل شرقي في مدينة أروبية هكذا نظرة المرأة الاروبية.
كان يعمل طوال الوقت في المقهى ليحصل على أجر وهو الذي ضل يشقى في هذا الوطن،يدرس فقط لينجح هاهو منظره الان نادل عربي في مقهى ليلي ،بالكاد يكفيه جنيه ليدفع ثمن نومه.
كنت تحسب الايام والأعوام لعلك تنسى أنك تركت كل الحب،وفي ليلة قرر القدر أن يضعك أمامه،إتصلت الأخت لتخبرك بوفاة أمنا،تألمت وحزنت لكنك لم تعلم أن وفاتها جعلك تسقط للمرة الأخيرة في نظر حبيبتك مريم ،فالوصية لن تفتح إلا بحضورك،وبالفعل كنت أمامي بشكل جديدكبرت كثيرا،الوصية فيها أن البيت سيكون لك وربعه الى أختك ،لكنك أظهرت ملامح التغيير حتى في النزعة الأخلاقية،من دون أن تعطينا فرصة،طردت الأخت مع مبلغ مالي وهو ثمن ربع مساحة البيت لأنك تريد العودة الى أروبا لبدأ مشروعك مع عشيقة تعرفت عليها هناك،وانا وحيدة في اكثر من ليلة ماهمني عشقك الذي نسيته بل هجرك لأختك التي ضحت لتعيش أنت حياتها ،حينما أتذكر حبنا كيف اعطيتك العشق اعجز عن البكاء مثل عجزي عن الموت.
الأن فقط استطيع ان أنهي التفكير بك،كن ماأردت ان تكون ليس لأن أمرك لايهمني انما لأنك ودون وعي تحارب طواحين الهواء،انت لاتعرف من أنت،وانت لم تعش المودة والحب والإنسانية .
أحمد لن يتذكر ذلك لايتألم،هو قانون حياته،يومه هو حاضره ويعيش يوما بيوم،بغير أمس وأول أمس وبغير ماض،ودون إفتعال للنسيان،لآنه من طبيعة تخلفه أنه بكلمة ،بغير ذاكرة.