حينما أطلقنا الرصاص...
حينما أطلق المقاتلون الرصاص ،أعلن المجلس الوطني الصحراوي المؤقت عن قيام الدولة الصحراوية في بيان تلاه مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد،ووصف الولي بالمفكر العظيم الدهاء،ظل الرجل يقود الرصاص بين حي وحي وبين ممرات الوطن ،معلنا عن شجاعة عظيمة وجرأة وإقدام لمواجهة الموت لأن الهدف ذلك الوقت كان الموت فداء الوطن.
كانت الحرب تتسع وكان المجاهدون يأخذون الطريق نحو الحرية بإعتبار أن الحرية متمثلة في حق الارض،لذلك كانت الخطا ثابتة لاتتغير،تأخذ الأمور بوعي وتعمل بنفس الإدراك،وكان الوطن في أعينهم وكانت الحرب ممر للسلم وكانو قارئين للتاريخ وعاملون بالثقافة وموزعون للأمل لأن اليأس ثقافة الجبناء.
تقدم الزمان بنا عن هذا الماضي الجميل،وعن العبرة فيه لم نأخذ للأسف منه إلا القليل،ربما لأننا لانفكر فيه بالقدر الكافي لنجدد العهد له،أو نحفظ دماء الشهداء،لذلك كنا نقضي حياتنا في إشتهاء الحاضر والمستقبل دون الرجوع للدروس التي إنبثقت منه،فكان لنا هذا الهوان.
تتباعت سنين بعده،كبر الشاب وشاخ الشيخ ولم يتغير بعد حجم الرصاص، لكنه أستبدل بالأفكار فأصبحت الحرب حرب بقاء ويأس لاحرب قرار،وماتت فينا تلك الرغبة على مواجهة رهفة الموقف وأصبح التقدم نحو الأمام موضع شك وموضع خوف.
إن الإنسان كلما تنافس مع الذات كلما تطور،لذلك نحن لاننافس ذواتنا للخروج من هذا الموقف ولانرجع لذات غيرنا لنستخلص الموقف الصحيح،فأصيب بعضنا بالإحباط والبعض الٱخر غير جلدته ومنا من إتخذ من عدوه خليلا ومنا من إلتمس تخلفه بعذر أقبح من صاحبه،وتعثر السير نحو المستقبل بخطا يائسة،وتوقف فينا المفكرون عن التفكير وإتخاذ الدواء وغاب الساسة في إنتظار خارج يصنع لهم القرار وماتت فئة الرأي الأخر وأصبح اليأس لغة الكثيرين في قراءة القضية الصحراوية ،فلماذ كلها هذا الفشل؟ولماذا يبدو الفجر بعيدا عنا؟وكيف إستطاع الإنسان ألا يجابه حاضره بماضيه ؟.
لم يكن العالم بالأحسن حالا من هذا العام،وكانت بوادر حروب تغطي سماء مدن عدة،و لأن وطننايسلب وينتهك في الحق ويحاول العدو فيه قتل كل مايثبت هويته،كان لابد للروح القديمة من مواجهة الموت في أشد الأخطار.
ولقد كتبت وين ديفيز ماقد يساعد في وصف الإرادة التي إندثرت معنا كلما تقدم بنا العمر ،حيث قالت:صفة الإنسان الرابح أو المنتصر هي قدرته على الصمود،رغم كل شيئ وأعني قدرته على الثبات والتحمل والإصرار،هو القدرة على مواجهة الهزيمةإثر الهزيمة دون التخلي عن الهدف...وعمل كل لازم لتحقيق الهدف".
لقد جعل لنا ماضي الرصاص،أحلاما لاتنكسر،مهما تخطت عليها عقود،لأن ثقافة الإصرار والإرادة والجماعة والفكرة الواحدة وكل مايعبر بنا نحو الأمام ،هي من إستطاعت خلق كيان لنا ذو هوية ووجود وحدود ولنا مثل ما في هذا العالم وطن ،إنتشلنا من الضياع،ومن اليأس وأخرج لنا حكمة يجب أن نستبطها كل ما مر على ذهننا وفكرنا عهد الرصاص أن الشهداء العظام هم الأثر الذي يجب أن نتبعه لنيل الحرية....حتى وإن غاب الرصاص.
الأربعاء، 24 فبراير 2016
حينما أطلقنا الرصاص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق