الاثنين، 8 فبراير 2016

ورق خريف

ورق خريف
أمامي شجرة تتساقط أوراقها الواحدة تلو الأخرى،تخيلتك مكانها،وكأنك أنت من تسقط،بفكرك وبروحك وبقلبك من حياتي،لقد خنت الحب،وخائن الحب مرادفه عابر قلم ،وعابر حلم.
الٱن إنتفى الشك،الأنانية وحدها ليست كافية ياأحمد،هل فكرت وأنت تغادر هذه الأرض إلى بلاد أخرى أنك تمارس خيانة وطن،ومايتبع أنك أعطيت الغريب أكثر ماأعطيت الارض،ماذا لو بقيت!
كانت أمنية تخطر في بالي كلماقرأت أحرفك.
كنت أشتهي أن نبني ذلك الحلم،أن لانكتفي بمشاهدة العالم،وأن نجعل منا شخص واحد يشاهده هذا العالم.
أتذكر جيدا ذلك لم تكن على مايرام،ذبلت أمامي كوردة،تائه لاتجد لك متنفسا،سوا الدوران على حلقة مفرغة بينما يتمسك غيرك بالمستقبل تعيش أنت الماضي
قلت لك؛تنفس ياأحمد هذا الكون فهولايعترف بالكسلى المتقاعدين،
لم تصمت طويلا؛حين قلت أن حبنا هو الغلطة الغير محسوبة...
أثرت شفقتي لأنك لم تحسب يوما حسابا لأحد.
أمك الٱن طريحة الفراش وأختك التي تركت دراستها لتعتني بك وبها الٱن لاتقدر على سد حاجيات حياتهم وأنت لاتكلف نفسك حتى في غير وطنك البحث عن ذاتك إنك في تجاهل متخاذل.
حين أحببتني توسلت كل الطرق للوصول الى أن أكون خاضعة،عصيت فطلبت مزيدا من الحب وأعطيتني الكثير من الخدلان.
لم يكن الطريق بين الوطن والغربة سوا طريقا قصيرا،هنا حطت طائراتك بسلام،إنما كانت الافكار سريعة،متأرجحة وغير مستقرة،سقطت عند أول قدم وضعتها هاربا من فشلك هنا،لتصنع به نجاحا وهميا،كرجل شرقي في مدينة أروبية هكذا نظرة المرأة الاروبية.
كان يعمل طوال الوقت في المقهى ليحصل على أجر وهو الذي ضل يشقى في هذا الوطن،يدرس فقط لينجح هاهو منظره الان نادل عربي في مقهى ليلي ،بالكاد يكفيه جنيه ليدفع ثمن نومه.
كنت تحسب الايام والأعوام لعلك تنسى أنك تركت كل الحب،وفي ليلة قرر القدر أن يضعك أمامه،إتصلت الأخت لتخبرك بوفاة أمنا،تألمت وحزنت لكنك لم تعلم أن وفاتها جعلك تسقط للمرة الأخيرة في نظر حبيبتك مريم ،فالوصية لن تفتح إلا بحضورك،وبالفعل كنت أمامي بشكل جديدكبرت كثيرا،الوصية فيها أن البيت سيكون لك وربعه الى أختك ،لكنك أظهرت ملامح التغيير حتى في النزعة الأخلاقية،من دون أن تعطينا فرصة،طردت الأخت مع مبلغ مالي وهو ثمن ربع مساحة البيت لأنك تريد العودة الى أروبا لبدأ مشروعك مع عشيقة تعرفت عليها هناك،وانا وحيدة في اكثر من ليلة ماهمني عشقك الذي نسيته بل هجرك لأختك التي ضحت لتعيش أنت حياتها ،حينما أتذكر حبنا كيف اعطيتك العشق اعجز عن البكاء مثل عجزي عن الموت.
الأن فقط استطيع ان أنهي التفكير بك،كن ماأردت ان تكون ليس لأن أمرك لايهمني انما لأنك ودون وعي تحارب طواحين الهواء،انت لاتعرف من أنت،وانت لم تعش المودة والحب والإنسانية .
أحمد لن يتذكر ذلك لايتألم،هو قانون حياته،يومه هو حاضره ويعيش يوما بيوم،بغير أمس وأول أمس وبغير ماض،ودون إفتعال للنسيان،لآنه من طبيعة تخلفه أنه بكلمة ،بغير ذاكرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق