السبت، 26 مارس 2016

قراءة للكتاب

‏أحلامك تولد معك أما أجنحتك فأنت من يصنعها،وكلما كانت جيدة وقوية كان طيرانك مدهشا وجميلا.
هذه الاحلام وضعتهاالكاتبة لبابة أبو صالح في قالب أدبي عظيم عنوانه"كيف يطير الصلصال؟"،بدأت التوغل داخل الذات لإستكشافها،حاورت الابداع في الذات الإنسانية ،وصاغت لها عولم التشكيل الابداعي.
لم تقف الكاتبة عند بداية المبدعين ووضعت نماذج لكتاب عظام تعثرو بالحياة ،ولكن الثقة كانت عاملا أساسيا كي ينجحو من جديد،ويعيدو كتابة حياتهم من خلال اعمالهم وكان لحضور الادب الروسي امثلة عدة ساعد في التأثير على الابداع العالمي.
ففي الكتاب اعتبرت المادة الصلصالية داخل الانسان هي المكون الاساس لبلوغه الهدف،ذهبت الكاتبة في عرضها لهذه المادة بتقييم بسيط ودقيق لحالة المبدع وفي فرض مقاربة عميقة بين القدرة على الابداع وبين الارادة التي تؤهل كل موهبة للابداع.
كانت العبارات سلسة وبسيطة ومميزة،والاسلوب السردي كان ينتقل بتناسق تام بين فقرات النص وذلك عبر عناوين دقيقة ومعبرة عن الفكرة الام.
لقد أسست الكاتبة من خلال كتابها "كيف يطير الصلصال؟" لعملية ابداعية ستتشكل بفضل الافكار التي قدمتها،في الوطن العربي،وستصبح مرجعية معرفية لكل مبدع فينا،يبحث عن التحليق في اتجاه المعرفة الابداعية والالهام الادبي.

الدولة بيروكي
الصحراءالغربية

خواطر الى رجل

نعم احببتك كما ينبغي...
وانا اهجم عليك كنت في عيني كل الحب..وكان شعوري انك سيد الحب في زمني.
منذ الفرصة الأولى إنغمست في زرع حبك دون اكتراث بحصاده،لأنني كنت أمارس نشوته في داخلي.
فأنت لم تسقطني من خجلي،بل حتا أنوثتي تحولت بين يديك.
ليس عذابا أن أقيس الزمن وأن أحسب عدد الطرق للوصول إليك.
ليس عذابا...وأنا أركب موج إندفاعي نحوك...حتا لاترميني شواطئ حلمي بعيدة بنفس المدينة.
ليس عذابا وانت وحيدا في قلبي،كسنبلة لاتحصد،هشة كل ريح ستقتلعها ولن أفلح في التمسك بها.
والعذاب هو أنني  أريد أن أخسر كل شئ في نفسي لأحتفظ بك فتربح كلي .....أحببتك كما ينبغي أن أجعلك كلي.

الخميس، 24 مارس 2016

خواطر

ياسيدي رائحة الرجولة فيك تسرق النوم من عيني...تمتد الى انفي....تتعطر بها احاسيسي...ويلبسها جسمي.
ياسيدي أشعلتني كحطب...أوقدته للتدفئة في هذا البرد....فزاد إشتعالا كلما حاولت اطفائه....أنا كرة نار تحترق شعورا ولاتحرق...انالهيب لحظة انغمست في جسدك كسكين فلا تقتل.
ياسيدي ...لقد اقتربت منك كل يوم اكثر...واحبتتك من اول يوم اكثر....وانا سبيل روحك الى حيث المنتهى...حيث تنتهي لحظات الحب والاحساس...حينما تضمني بجسدك اكثر.

الجمعة، 18 مارس 2016

حبيبتي شٱم

الشام تلك الأم الحنون التي تضم بين دراعيها أولادها ،فتمسح همومهم عن صدورهم ودموعهم عن مٱقيهم،وتملأ قلوب بعضهم البعض غبطة وهناء.
فيها تغنى الشعراء،وكتب التاريخ،ولها وقفت الضاد تتأمل جمالها.
ففي كل درب من دواربها وفي كل ياسمينة تنبت فيها،جمال شريف طاهر يستوقف النظر،ويستلهي الفكر ويستغرق شعور الوجدان،ويروي عطشى الحروف. كتب لها العديد من الكتاب والشعراء منذ العصور القديمة إلى وقتنا الحالي،فقد قال عنها مؤرخ قديم:"دمشق في أوصافها جنت خلد راضية... أما ترى أبوابها قد جعلت ثمانية".
وماكان أمير الشعر أحمد شوقي أن يمر عليها دون أن يتناول سمعه وشعوره جمالها،في قصيدة إستطرقت لكل جمال فيها،عندماقال:"سلام  من  صبا   بردى   أرق ...ودمع لايكفكف يادمشق....ومعذرة اليراعة والقوافي...وجلال الررء عن وصف يدق....فيصل للبيت الواصف العذب حيث يقول:"وتحت جنانك الأنهار تجري.....وملئ رباك أوراق وورق".
فعودي يادمشق رغم الحزن وردا ورياحينا،وعودي للحياة شمسا تبدد هذا الظلام،وإرجعي ياشام مدينة الحب والإنسان، لتكوني للأطفال أغنية عيد في كل مكان ،وللأدباء شعرا ونثرا،ومقطوعة موسيقية،فعودي حبيبتي وإصنعي مجدا يمحي غبار أمتي ،فكوني دمشق التي يحلمون بها فيكون العرب.

الأربعاء، 16 مارس 2016

شبح صفية

كان وهما،كان وهما،هذه العبارات لطلما تردد صداها في أنحاء قرية الجبل عن ذلك البيت المهجور،منذ زمن طويل من طرف أفراده.
كانت تتكون أسرة ذلك البيت من أربعة أفراد الأب والأم زينب والأختان عائشة ونوال،كانتا لاتفترقان عن بعض وكأنهما توأمان،فالأخت عائشة أكبر من نوال بعام فقط،ولكنهما متسابهتان في كل شئ،حتى في قسمات الوجه وأنواع اللباس،ولقد سر ذلك الأبوان فأحبهما كثيرا،وفي يوم من ادأيام مرض الأب مرضا شديدا،وقد ظل على إثر ذلك طريح الفراش لعدة أشهر حتى وافته المنية،وأما الأم فقد إشتغلت في البيوت والمزارع لتوفر لبناتها لقمة العيش ومصارف الدراسة،ولأنها كانت عبئا كبيرا على الأم،إضطرت عائشة أن تضحي وتخرج من المدرسة في المرحلة الثانوبة،لتترك لأختها أن تكمل طريقها بكل أمل.
ونوال كانت تستذكر التضحيات،وبأن الكل في إنتطارها لتنجح وتتفوق ،لعلها تغير مسار العائلة التي بدت عليها ملامح الفقر.
ظلت الأم تخدم من منزل إلى منزل وتنتقل من مزرعة إلى أخرى،حتى مرضت في أحد الأيام حيث كانت تحمل كيس قمح ثقيل تعثرت به على الطريق،فسقط على ظهرها،ليكسره ويجلسها طريحة الفراش.
هذا الحادث جعل عائشة تخرج للعمل نيابة عن أمها،وهي التي حملت من الجمال الكثير والرقة التي تبهر جميع سكان القرية.
وفي أول يوم للعمل،ذهبت عند أبو عامر الخضراوي،والذي يعرف كل صغيرة وكبيرة في القرية،ليدلها على بيت له حاجة بخادمة،وقد كان نصيبها جيدا،حيث أن طبيب القرية قد مر من قبلها على أبو عامر وأوصاه بخادمة للبيت والعيادة.
ذهبت بسرعة إلى العيادة وقد وجدته جالسا شاردا ،يقرأ في إحدى الروايات فأحدثت صوتا ليشعر بوجودها،فإنتبه لها،وكان الإرتباك باديا على وجهه من أو نظرة،تعارفا جيدا،وفي تعارفهما كان إحساس خفي يدخل إلى قلب الطبيب،وكأن شيئا جميلا وقع.
بدأت عائشة العمل في بيت الطبيب حامد،وأنهت العمل مبكرا وبإخلاص،حينما رجع عامر للبيت كانت هي تتأهب للخروج،طلب منها أن تشاركه العشاء،لكنها رفضت وتحججت بوالدتها.
وفي الطريق ظلت نظرات عامر تغمرها بإحساس جديد ،يتداخل مع ٱلامها،لينتزع الألم ويصنع الفرح.
كانت تحمل في يدها،نتاج عملها،الأكل والنقود لعلاج أمها،وصلت لباب البيت وكانت تدق الباب كالمجنونة_ربما من فرح الحب_فتوجست لماذا لاتفتح نوال!
عاودت الدق مرات،فصرخت على الجيران ليكسرو الباب،فدخلت عائشة بسرعة لغرفة والدتها،فوجدتها ميتة وبجانبها نوال،فتعطر البيت حزنا شديدا وتسألت ،كيف ماتا!ولماذا!،،من أسئلة الغياب التي يصنعها.
عائشة الأن وحيدة في المنزل،ذاكرتها مليئة بالألم،وكل ركن في ذلك المنزل البسيط هو للحزن للذكريات الفرح.
لم تقوى على مجابهة الوحدة والذكريات في المنزل ،وطلبت من الطبيب حامد أن تنهي عملها ثم تنام في العيادة،بين كتبه لعلها تنسى الوحدة.
حامد كان يراجع حادثة الوفاة بإنتباه،فوجد عن المشرحة سلسلة كانت ترتديها نوال في رقبتها،عرضها على عائشة ليستفسر عن وصولها لنوال ،فأجابته:لم يكن عندنا مانشتري به الزينة،كنا بالكاد نوازي بين لاوازم البيت ودواء أمي..
ظل حامد يعيد ذاكرة الماضي لهذا البيت،الذي تسكنه عائلة عائشة وهو منزل كريه في القرية ،فالكل يتخوف منه بسبب الأشباح،هكذا قال سكان القرية.
كانت الأسرة التي تسكنه تتكون من إبنة ووالدتها،توفيا بحالة حريق،لم تظهر فيه أجسامهما،ممازاد في شك الطبيب عامر.
فذهب لشيخ القرية يسأل عن الأشباح هل تقتل،فأجابه الشيخ:إنها تقتل الذي يتعدى عليها.
باغته سؤال إلى الذهن ترا كيف تعدت هذه الأسرة على شبح صفية ووالدتها.
في تلك الليلة كانت نوال تقرأ،وإذا بصوت فأر في المطبخ يجوب المكان،تتبعت الصوت،ليدلها على حفرة في داخله،وإذا بسلسلة صفيه التي أهدت لها والدتها في يوم زواجها،أخذتها نوال لتضعها في يدها،فأحست بشئ،يستدخل جسمها،تحول صوتها مع الأم،كانت تردد:أمي أنت من قتلني.
ظلت الأم خائفة تتوجس مالذي وقع لنوال ،لماذا تستصرخ بهذه العبارات،وبقيت تناديها بالمجيئ لكن نوال لم تأتي،تغيرت كثير في أقل ساعة،لم تعد تعرف أمها،فذهبت إلى غرفتها ،فكان الصوت الذي بداخلها يقول:أقتليها،،،
فعلا نوال أمسكت برقبة والدتها لتخنقها،بدون شعور،ماتت الأم بين يدي إبنتها.
ومن دون آن تشعر أيضا ،ماتت نوال على يد شبح صفية..
في صباح يوم جديد من عمل عائشة في العيادة،كان حامد في طريقه لها،فتفجأ بالباب مفتوحا،بحث عن عائشة في غرف العيادة ولم يجدها،وبينما سقطت عيناه على الكتاب الذي كانت تمسك به عائشة،وجد في داخله عقد صفية.
ذلك العقد الذي تخلصت منه عائشة لأنه ،يفتح ذاكرتها على الموت،فقد رمته في
بحيرة القرية.
وهو ماجعل حامد يفكر في الذهاب للبيت المهجور،ركب سيارته مسرعا،وصل للبيت ،حاول فتح الباب لكنه لم يسطع،فرأى غصن الشجرة مرميا،حطم به زجاج النافذة ،ليقفز داخل البيت،الذي وجد النار تلتهم كل أثاثه،وهناك فوق العمود،كانت عائشة معلقة،أسرع لينقدها بدون جدوى،حتى النار كانت تزداد كلما حاول إطفائها،إلتفت يمنة ويسرة ليس هناك مهرب من النار،تذكر حديث الشيخ عن هذا العقد:إن هذه الأشباح تغادر المكان حينما تحمل بقايا أشيائها.
أدخل يده في جيبه،فرمى بالعقد في النار بعيدا عن باب المنزل،ورأى أن النار قد إجتمعت على مكان واحد كالزوبعة في إجتماعها،فقطع الحبل الذي يربط عائشة،فحملها مسرعا خارج البيت إلى العيادة.
إنتهى النهار وعائشة ممدة على الفراش،لما إستفاقت من وعيها ،لاتذكر شيئا إلا تلك المرأة التي دقت الباب تريد الماء،وأخذت تبكي وتصرخ تذكرا لأمها،ولكن الطبيب حامد قام بتهدئتها وحكى لها حقيقة البيت التي تسكنه وكيف ماتت نوال وأمه وكادت هي أن تموت بسبب شبح صفية.
فكرت على أن تسافر خارج القرية لتكمل دراستها وتعمل أيضا،وفي قرارها هذا وقع على الطبيب عامر الذي تحركت مشاعره بإتجاهها،وأحس بالحب إتجاهها من أول نظرة أربكته،فعرض عليها الزواج منه،فقبلت عائشة،وتزواجا في القرية،ومالبثا أن غدارا إلى المدينة ،فعمل على عودتها لتستكمل دراستها بقربه وكانت حياتها رغيدة وسعيدة وكلما تذكرت سعادتها قالت :شكرا لك ياشبح صفية.

الاثنين، 14 مارس 2016

ونعبر الرمال

كان حلم تلك الخيم في الرمال،أن تعبر تلك العواصف الرملية،وزوبعتها.
وكان حلم زينب أن تستقبل الصباح بعيدا عن الرمال،أن تلامس وردة في أرضها المحتلة،وأن تغرس جديلة ياسمين تفوح منها أحلامها البريئة.
زينب كانت تضم أختاه مريم بعناق شديد نحو الحب،تتوجس خيفة أن تتبعد عنها يوما ما،مثل ماإبتعد الوطن.
في ذات مساء جميل كانت السماء في فسحة المخيم ،قريبة من الأرض،كانت مرٱة أحزان الخيمة التي تحكي قصص الغروب كقصص اللاجئ.

ونعبر الرمال

كان عندي خبر مفرح وأسرته في نفسي........
كأن أقول مثلا أنني حينما قررت الذهاب إلى تلك الأرض بروحي،كانت تسابقني هي،روح تلك الجدة .
صديقي هناك أخبرني أن المطر جميل بين طين وقماش،يأخذ شكل بحيرة،قابلة لأن نصنع فيها زورقا من الأحلام،قد يغرق إذا كان اليأس قائده وقد يصل للضفة الأخرى كلما أصبح الأمل طريقه.
بعد حديث هذا الليل ،أصبحت الأحلام تأتي كالأمواج،وعدت أحب خوض البحر في وقت أعرف فيه جيدا أنني سأغرق بين أمواج ذكريات الماضي والحاضر، وبين لحظات الذاكرة الأكثر إلاما ،في مشهد الطين ،تخرج زينب ،تسألني:متى ستأتي الأمطار مرة أخرى!.
"ونعبر الرمال"

السبت، 12 مارس 2016

الثقافة أدبيا

 تعرف كلمة الثقافة دلالة على حسن المنطق وفطنة الإنسان،وذلك لأن الشخص المثقف هو الذي يتعلم أمورا جديدة ويكتشف ماهو جديد ،في إطار المعرفة الشاملة التي تفيد به نفسه المجتمع، وبذلك تكون الثقافة إحدى مكونات السلوك الإنساني الذي يساعد على تحديد تطور الإنسان.

وثقافة المجتمع هي  الميزة التي تجعله مختلفا عن غيره وتمنحه الخصوصية في العادات والقيم والهوية والتراث، وأصبحت بعض  العلوم الفلسفة تهتم بالثقافة كأحد أهم فروعها الأساسية وقد عرفتها الفلسفة الحديثة بكونها  علاقة جدلية بين المعارف والفنون والأخلاق والأفكار التي يكتسبها الفرد من المجتمع.

عرف بيلنسكي  الأدب بقوله:"الأدب هو التراث الشعبي المنطوق الذي تطور تاريخيا وعكس الوعي الشعبي"،ومن خلال هذا التعريف يمكن دمج الثقافة والأدب،على أن الثقافة هي ذلك الإنتاج الفكري لمكون الأدب،بإعتباره مكون شامل لعدة علوم ومعالم.
لقد كان كتاب "الثقافة والأدب"قراءة جميلة لهذا التمازج ،من تأليف الشيخ علي الطنطاوي سنة2007ولكن الطبعة الأولى للكتاب كانت بعد وفاة الشيخ بثماني سنين، وقام حفيده مجاهد ديرانية بجمع الكتاب ونشره حيث أشار إلى ذلك في مقدمة الكتاب ،حينما كتب: "صدرت المقالات التي تؤلفه في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات ، ومنها مقالات وأحاديث من الستينيات والسعينيات ، ومنها مقالات نُشرت في صحف ومجلات قديمة ومتنوعة وقليل منها مخطوطات لم تنشر من قبل ولا أذيعت من قبل ، وهي تتنوع في موضوعاتها وتتباين وفيها فوائد وعبر ، وفيها نثر وفيها شعر ، وفيها جٍدّ وفيها طرائف وقد رتبت في نسق فجمع ما تآلف منها معاً وبدأت بالأخف منها وانتهت بالأدسم ".

السبت، 5 مارس 2016

إكديم إزيك الثورة التي أسرت


حينما بدأت ثورات الربيع العربي كانت المصطلحات الحديثة تتكئ على مسميات سياسية ،تجرد الواقع من التاريخ،كالديمقراطية وفصل السلطات والإنتخابات،فتاريخ الفكر القديم لم يتعامل مع المشهد المعاصر في الكشف عن المناهج المتبعة فيه.
لهذا فخطر الإسقاط الفكري شبيه بخطر الإرهاب الفكري،أي إقتلاع الفكرة من مفهومها ومحاولة إدراجها ضمن مفاهيم تخدم العدو.
ومن منطلق الثورة على الواقع قام إكديم إزيك،قامت فكرة الثورة على مبدأ فكري وتاريخي،فالشعارات المرفوعة أتاحت لهذه الثورة مكانتها،تغير كل شئ داخل الوطن المحتل،أرض شاسعة مليئة بالخيام ،خالية من المستوطنين،أشبه بفسحة حرية،في داخل الجغرافيا  المحررة دولة منظمة،تقف على إقتصاد ذاتي،تتكون من مؤسسة تنظيمية،يقودها الشباب،فنجد فيها إنسجاما وتفاعلا بين أسس وركائز الدولة الكبرى.
أفرز هذا التنظيم اللاعشوائي للصحراويبن،رغبة ملحة في الإستقلال ذلك الوقت،وأظهر المجتمع المدني الصحراوي،بإعتباره قوة مركزية في إحداث التغيير الفكري والثقافي للقضية الوطنية،وتنشيط الإيديولوجية التحررية بين طبقات المجتمع وإن كان لفترة محددة.
ربما الثورة الفكرية هي عمق الثورات،وهي معارضة الوجود ومحاولة سبر أعماقه ،لمعرفة المجهول،والسعي نحو قراءة الهوية والثقافة بناءا على الذات المعرفية للواقع وتحت سياق تاريخي،لذلك من هنا تبلورت دولة الفكرة.
فالدولة التي أسرت في إكديم إزيك،هي فكرة الثورة على الواقع إنطلاقا من الوعي التاريخي،وإدراكا للمعرفة الجلية بالوضع السياسي،نحو التحرر من القيود التي تكبل الإنسان الصحراوي ،فمن الحرية بإتجاه المعرفة،عملت الدولة في المخيم على فتح ٱفاق جديدة وتطلعات واسعة للشعب ،بل إستطاعت كذلك صرف القراءة التحررية للعقل الإنساني عن الإرتباط بالمكان أو الزمان ،لأنها حريته ستكون نسبية،تتقلص كلما إبتعد عن مسببتها،وتزداد كلما إنفتح على معارفها وطرائقها.
ولقد إستطاعت الأفكار اليائسة بعد المخيم،والمتبعثرة والمنساقة نحو تأويلات شخصية إلى خلق جمود وركود في المجتمع،لايهدف لإجراء تغيير وتحقيق الأهداف الموضوعة على عاتق كل فرد فينا واقعيا،بل ساهمت في قتلها وتحويل مسارها إلى أفكار دخيلة بغية إنتزاع العقل والوعي المدرك نحو الهدف الأمثل الذي من أجله قامت الدولة الصحراوية،وبالتالي فإن أكبر التحديات التي تواجه عقلاء وحاملي الأقلام في هذه المرحلة،هي قدرتهم على بناء فكر جديد على أنقاض الإيديولوجية الإنتهازية واللامعرفية التي عصفت بالقضية الوطنية في إتجاهات ذاتية،حتى نستطيع العودة إلى إعادة المعنى للهوية والتاريخ والثقافة الصحراوية الإنسانية في العالم.