تعرف كلمة الثقافة دلالة على حسن المنطق وفطنة الإنسان،وذلك لأن الشخص المثقف هو الذي يتعلم أمورا جديدة ويكتشف ماهو جديد ،في إطار المعرفة الشاملة التي تفيد به نفسه المجتمع، وبذلك تكون الثقافة إحدى مكونات السلوك الإنساني الذي يساعد على تحديد تطور الإنسان.
وثقافة المجتمع هي الميزة التي تجعله مختلفا عن غيره وتمنحه الخصوصية في العادات والقيم والهوية والتراث، وأصبحت بعض العلوم الفلسفة تهتم بالثقافة كأحد أهم فروعها الأساسية وقد عرفتها الفلسفة الحديثة بكونها علاقة جدلية بين المعارف والفنون والأخلاق والأفكار التي يكتسبها الفرد من المجتمع.
عرف بيلنسكي الأدب بقوله:"الأدب هو التراث الشعبي المنطوق الذي تطور تاريخيا وعكس الوعي الشعبي"،ومن خلال هذا التعريف يمكن دمج الثقافة والأدب،على أن الثقافة هي ذلك الإنتاج الفكري لمكون الأدب،بإعتباره مكون شامل لعدة علوم ومعالم.
لقد كان كتاب "الثقافة والأدب"قراءة جميلة لهذا التمازج ،من تأليف الشيخ علي الطنطاوي سنة2007ولكن الطبعة الأولى للكتاب كانت بعد وفاة الشيخ بثماني سنين، وقام حفيده مجاهد ديرانية بجمع الكتاب ونشره حيث أشار إلى ذلك في مقدمة الكتاب ،حينما كتب: "صدرت المقالات التي تؤلفه في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات ، ومنها مقالات وأحاديث من الستينيات والسعينيات ، ومنها مقالات نُشرت في صحف ومجلات قديمة ومتنوعة وقليل منها مخطوطات لم تنشر من قبل ولا أذيعت من قبل ، وهي تتنوع في موضوعاتها وتتباين وفيها فوائد وعبر ، وفيها نثر وفيها شعر ، وفيها جٍدّ وفيها طرائف وقد رتبت في نسق فجمع ما تآلف منها معاً وبدأت بالأخف منها وانتهت بالأدسم ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق