القصة إنتهت مفتوحة كما المعاناة التي لم تنتهي”عشق الياسمين”
في ذات يوم,وفي أحياء مدينة عربية,سماءها مليئة بالريح العاتية,ولدت ياسمين,من أب عربي وأم عربية,ولدت بعد عشق دام عشر سنين ,ثم زواج قارب العشرين عاما,وبعد عقم ظل مايقارب العشر سنين بعد الزواج.
تفاصيل حياتها اليومية كأحلامها تداعب بها البسطاء,ولدت من أم مريضة بالسكرب وأب فقد في بدايات الحرب,ظلت الأم تعمل دورها الطبيعي,لتزيد عليه بدور الاب,رغم ضعف الصحة ,لم يمنعها من ان تدرك إبنتها الهشة نفسيا من الضياع في دهاليز الحياة القبيحة التي تخيم على عالمنا.
طفلة الام الصغيرة في عينيها تكبر,والأرض التي من حولها تحرق,الأموات والغرباء يملؤون طرقات المدينة,ووحدة الذات هي من تتحدث,ذات ليلة,إشتد القصف وإشتد البرد,جديلة الياسمين ذابلة ربما تنتظر حزنا ما,أو ربما أحست برائحة الموت التي كانت تحوم في المكان,كانت عينايا ترقبان السماء,لتصادف رؤية جسم غريب يسقط على الارض,من شدة الإنفجار وقعت على الأرض مستلقية,على شلال من الدماء,كانت دماء أمي,تجمهر الجيران,لإنقادها,ولكن أبت الحياة إلا أن تهديني إحدى مأسيها,لتبدأ فصول مابعد الموت.
بالفعل ذهبت بعد الحادث إلى حيث لاأدري,إلى حلم ربماأجده بين زحام أوجاع المدينة,الى مكان خالي من كل شيء إلى من ذكرى الياسمين,الذي تركتها خلفي,أعلنت بعدها وفاة طفلة الياسمين,لتبدأ حياة طفلة التهجير.
كلمات وداع المدينة كانت تتمتم في داخلي وتقول لاب غائب:"طفلتك يأبي ماتت بين أحضان ياسمينها,فقط حينما وضعته على قبر أمي,أحسست فقط أنه أخذ كل الرائحة معها,هناك عرفت أن عشق للياسمين سيبقى عطرا بدون رائحة".
ودعت أرضي بألم الفقدان,والرحيل والدمار,تابعت طريقي في إتجاه مجهول,كم هومؤلم أن يترك المرء وطنه,ليعيش غربة الوطن,حينها أدركت أنني عاجزة على مقاومة حزني,أن فرحا كان فيا قد قتل ,وصلت إلى غربتي,صارت الأيام تمر ببطيء كئيبة,بالفعل تبخرت أحلامي عند حدود خيمتي الصغيرة,التي لاأغادرها إلا للضرورة,فنظرة الخوف تتملكني,تسرق أملي,إجتحاتني عاصفة من الخمول,لا عمل لي ولا قراءة أعد بها ساعات يومي,لاشيء سوى مخدة,بكائ,إنتحاربطئ ربما,أو أمل في موت يريحني.
طال زمن التهجير,زدت على عمري العشرين بعامين في اللجوء,كما طالت نكبة بلادي,وسرقت بذلك فرحة كانت منتظرة,وابتسامة من وجوه الاطفال,فإزداد الألم وتوسعت الجراح,كما توسع المخيم,خيمتان,لكل فرد,تواطنا في غير بلادنا ,هنا أحسست أنني ياسمينة ذابلة,تتوق لقطرة ماءتسقيها,بدل الدم الذي يسيل لإغراقها,ويرميها على شاطئ الحياة ,لتعطر أجواء هذا العالم برائحة التشرد.
الأحد، 27 ديسمبر 2015
عشق الياسمين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق